لم تتوقع الأم كريمة60 سنة بائعة جائلة ومقيمة في منطقة كرداسة, أن تأديبها لابنتها الصغري سوف يقودها إلي السجن حيث تعودت الابنة آمال16 سنة علي الخروج من منزل الأسرة دون استئذان أسرتها, وعدم سماع كلام والدتها, الأمر الذي أدي إلي قيام الأم بمساعدة ابنتها الكبري بتوثيق أمال بالحبال لتأديبها بسبب غيابها عن المنزل لمدة17 يوما دون أن تخبر أسرتها عن المكان التي كانت تختفي فيه, غير أن الفتاة لفظت أنفاسها الأخيرة بعد أن ضربتها الأم علي رأسها بعصا خشبية كانت في يديها, حيث أصيبت بنزيف داخلي بالمخ وبعد أن تأكدت الأم من وفاة ابنتها توجهت إلي مفتش الصحة بكرداسة لاستخراج تصريح الدفن, علي أن الوفاة طبيعية.. وبعد انتقال الطبيب للكشف علي الجثة لاحظ وجود الكدمات والاصابات السطحية الظاهرية, فشك في الأمر وأبلغ المقدم عبدالوهاب شعراوي, رئيس مباحث قسم شرطة كرداسة بالواقعة, فانتقل إلي موقع الجثة النقيب مروان سعيد, معاون المباحث, حيث تبين أن الفتاة المجني عليها آمال مسجاة علي ظهرها جثة هامدة ترتدي جلبابا أبيض, ووجود سحجات وكدمات بالجسم, فتم اخطار اللواء محسن حفظي, مساعد أول وزير الداخلية لأمن الجيزة بالواقعة, وأمر اللواء علي السبكي, مدير الادارة العامة لمباحث الجيزة, بسرعة تشكيل فريق بحث بقيادة اللواء عادل الشاذلي, مدير مباحث الجيزة, ورئاسة العميد خليل حرب, رئيس فرع البحث الجنائي بقطاع غرب الجيزة, الذي أمر باتخاذ الاجراءات القانونية ضد الأم وابنتها. وأمام العقيد مجدي عبدالعال, مفتش مباحث القطاع, اعترفت الأم. وأكدت أنها كانت تعاقب ابنتها بسبب غيابها عن المنزل, وقالت الأم وهي تبكي إنها كانت تقوم فلذة كبدها, ولم تكن تقصد قتلها ولكن العصا الخشبية جاءت علي رأسها فأفقدتها الوعي حتي لفظت أنفاسها الأخيرة. وأضافت, أن ابنتها الكبري ساعدتها في ربط المجني عليها بالحبل البلاستيك, ولكنها لم تقم بضربها.. فتم إلقاء القبض علي الأم وابنتها وتحرير محضر بالواقعة. وأمام تامر مختار, رئيس نيابة حوادث شمال الجيزة, وعبدالرحمن حزين, مدير النيابة, أدلت الأم باعترافاتها فقرر المحقق التصريح بدفن جثة المجني عليها بعد تشريحها لتحديد سبب الوفاة, وحبس الأم وابنتها أربعة أيام علي ذمة التحقيق.