شككت الجمعية الفلكية في محافظة جدة، في "هلال شوال" الذي ثبت لدى مواطنين سجلوا شهاداتهم لدى المحاكم الشرعية بالسعودية، الاثنين 29 أغسطس 2011م، معتقدةً أن ما شاهدوه هو كوكب زحل؛ لأن رؤية القمر بالخصائص الفلكية التي كانت موجودة وقت الإعلان عن رؤية "الهلال" تُعَد مستحيلة. جاء ذلك فيما اتهم عالم أزهري مصري إسرائيل بالترويج للخطأ في رؤية هلال عيد الفطر لإحداث بلبلة. وقال رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة، في تصريحات خاصة لصحيفة "الحياة"، الأربعاء 31 أغسطس/آب 2011م: "إن كوكب زحل يظهر في هذا التوقيت سنويًّا، وتمكن رؤيته بالعين المجردة في مدن سعودية، إلا أن "التلسكوبات" في جدة لم تلتقطه؛ لأن ضوء الشمس كان يغطي الأفق الغربي، إضافةً إلى أن المنطقة التي كان يوجد فيها القمر منطقة كثيفة الغلاف الجوي؛ إذ تصعب رؤيته في تلك اللحظة". وأكد أن رؤية هلال شوال، الاثنين الماضي، لم تكن ممكنة في مناطق المملكة كافة؛ إذ إنه إذا قُسِّمت المدن، يتضح أن المنطقة الشرقية قد غرب فيها الهلال قبل غروب الشمس، أما في المنطقة الوسطى والرياض فقد غرب بعد غروب الشمس بدقيقة، في حين أن المنطقة الغربية قد شهدت غروب القمر بعد غروب الشمس بثلاث دقائق، وفي جدة بعد 4 دقائق. وأوضح أن عمر القمر وارتفاعه يجعلانه غير مرئي للراصد، سواءٌ ب"التلسكوب" أو ب"العين المجردة"، مضيفًا أن جميع الفلكيين في العالم العربي أكدوا أن رؤية القمر في هذا التوقيت مستحيلة. ولفت في حديثه إلى أن التلسكوبات المستخدمة لدى جمعيته مطورة وحديثة، خصوصًا أن تحريَ رؤية الهلال كان مفتوحًا للجمهور، وليس مخصصًا لأعضاء الجمعية فقط؛ إذ شارك عدد كبير من المواطنين في تحري هذا المشهد. وفي مصر، أكد الشيخ جمال قطب رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الشريف سابقًا، أنه لا صحة لم يثار حول أن لجنة الإفتاء أخطأت في رؤية الهلال، مشيرًا إلى أن ما أقرت به اللجنة صحيحٌ، لافتًا إلى أن إسرائيل وراء تلك الشائعة لإحداث الفتنة والبلبلة. وأضاف قطب، في تصريحات صحفية، أنه يجب عدم الاهتمام بهذه الشائعات؛ حتى لا تُضخَّم، وتحقيق مراد من روَّجها، وأن يوم الثلاثاء هو أول أيام عيد الفطر، لافتًا إلى أن تلك الشائعات صدرت بشأن توافق السعودية ومصر على رؤية الهلال، وهذا قليل الحدوث، مؤكدًا أن ما يثار غير صحيح بالمرة.
