في لقاء في غاية الإثارة و الروعة لم يختلف كثيرًا عن بقية لقاءات اليوم المثيرة للغاية ضمن الجولة الأولى من دوري الدرجة الأولى الإيطالي "السيري آ" و المؤجلة من شهر أغسطس بسبب إضراب اللاعبين آنذاك، قلب الإنتر تأخره في مباراة دراماتيكية أمام ليتشي بهدف لمثله إلى تفوق بأربعة أهداف لهدف على ملعب سان سيرو بمدينة ميلانو، قاهرًا عارضة و قائمي مرمى ليتشي الذين ردوا في أربعة مناسبات أربعة أهداف محققة لصالح الأفاعي. كما كان متوقعًا، بدأ الإنتر المباراة بقوة ساعيًا لإحراز هدف مبكر في مرمى ضيف، إلا أن أصحاب الأرض لم يتمكنوا من تهديد مرمى متذيل ترتيب الدوري الإيطالي طيلة الدقائق العشرين الأولى سوى من تسديدة من الأوروجواياني - العائد إلى الملاعب مؤخرًا بعد غياب للإصابة - دييجو فورلان مرت فوق المرمى بمسافة ضئيلة. و في المقابل، استطاع ليتشي اندفاع الإنتر بلا حساب ليضرب دفاعه المهزوز بهدف مباغت في الدقيقة 19 إثر تمريرة بينية من كريستيان أوبودو إلى المهاجم الكولومبي الواعد لويس مورييل الذي راوغ كافة مدافعي الإنتر قبل أن يسدد كرة أرضية من على حدود منطقة الجزاء مرت على يمين جوليو سيزار لتسكن مرمى الأفاعي وسط دهشة الجميع. أصيب الإنتر بحالة من الهستيريا الهجومية بعد هدف الضيوف، فشن الأفاعي سيل من الهجمات الخطيرة معتمدًا دائمًا و أبدًا على نجمه البرازيلي دوجلاس مايكون الذي انهال على دفاع كالياري بالكرات العرضية الخطيرة. إلا أن أولى الهجمات الخطيرة للأفاعي لم تأتِ بصناعة برازيلية، بل كانت بجهد عنتري من فورلان في الدقيقة 23 الذي توغل و راوغ روبين أوليفييرا قبل أن يسدد كرة من خارج منطقة الجزاء تصدى لها حارس ليتشي البديل الشاب أوجو جابرييلِّي ببراعة قبل أن ترتد الكرة من القائم الأيمن. ناب مرمى جابرييلي مجددًا في التصدي لهجمة أخرى للإنتر في الدقيقة 27 حين أرسل مايكون عرضيته من الجهة اليُمنى على رأس جيامباولو بادزيني الذي سدد بقوة مباشرة في عارضة مرمى ليتشي، قبل أن حاول خافيير زانيتِّي مباغتة ليتشي بهدف في الدقيقة 29 من تسديدة صاروخية من خارج منطقة الجزاء مرت فوق المرمى ببضع سنتيمترات. بدا أن كلاوديو رانييري ركز في تعليماته على إرباك حارس ليتشي غير الخبير بالتسديدات من مسافات بعيدة و الإكثار من العرضيات داخل منطقة الجزاء، لذا أرسل مايكون عرضية أخرى في الدقيقة 30 داخل منطقة الجزاء من ركلة حرة مباشرة استقبلها والتر صامويل بكرة رأسية ارتدت من القائم الأيمن مجددًا. لم يكتفِ مرمى ليتشي بهذا القدر من الكرات التي ناب فيها عن جابرييلي في إحباط الإنتر، بل كان القائم الأيسر هذه المرةى على موعد مع التألق أمام محاولة جديدة للأفاعي في الدقيقة 32 حين أرسل مايكون مرة أخرى عرضية أخرى وصلت إلى دييجو فورلان الذي سدد برأسه كرة اصطدمت بمدافع ليتشي ماسيمو أودو قبل أن تصكدم بالقائم و تخرج إلى ركلة ركنية. إلا أن الفرج جاء للأفاعي في الدقيقة 34 من كرة عرضية أخرى لدوجلاس مايكون من الجهة اليُمنى وصلت إلى جيامباولو بادزيني الذي عرف كيف يتغلب على عارضة و قائمي مرمى ليتشي، فوصل إلى الكرة بقدمه قبل جابرييلي و المدافع نيناد توموفيتش و وضع الكرة في الشباك من مسافة قريبة. أنهى موتَّا الشوط الأول بتسديدة قوية قبل ثلاثة دقائق من النهاية من خارج منطقة الجزاء تصدى لها جابرييلِّي هذه المرة، إلا أن البديل دييجو ميليتو بدأ الشوط الثاني بهدف ثانٍ للأفاعي بعد ثلاث دقائق من البداية بعد أن حصل على تمريرة بينية من ريكي ألفاريز وضعته في موقف انفراد بجابرييلي، ليضع الكرة بسهولة أرضية على يسار حارس ليتشي محرزًا الهدف الذي قلب الطاولة على رأس الضيوف. أضاع بادزيني فرصة تسجيل الهدف الثالث في الدقيقة 56 حين حصل على تمريرة بينية من ميليتو دون رقابة، إلا أن تباطءه في الوصول لمنطقة الجزاء جعل توموفيتش يصل إليه و يزاحمه على الكرة ليسدد السفاح الكرة من داخل منطقة الجزاء بعيدة عن مرمى السالنتيني. وجد سيرسي كوسمي أن فريقه قادر على ضرب دفاع الإنتر بالمرتدات فأشرك دانييلي كورفيا عوضًا عن صاحب الهدف الأول مورييل الذي أصابه الإرهاق أملًا في تكثيف الهجمات المرتدة، و بالفعل شن ليتشي الهجمة المرتدة تلو الأخرى خاصة من الجهة اليمنى التي قادها خوان جابرييل كوادرادو باقتدار مستغلًا المساحات خلف يوتو ناجاتومو. و في الدقيقة 61 مرر كوادرادو كرة من الجهة اليمنى إلى دافيدي دي ميكيلي الذي حولها لليسار للبديل دانييلِّي كورفيا و الذي سدد على الفور كرة أرضية تصدى لها جوليو سيزار ببراعة، قبل أن يعيد كوادرادو الكرة في الدقيقة 68 عبر انطلاقة مميزة و تمريرة عرضية أرضية لكورفيا غير المراقب داخل منطقة الجزاء و الذي أطاح بالكرة بغرابة شديدة فوق المرمى. انقلبت الآية على كوادرادو فأصبح ناجاتومو هو صاحب الأفضلية في النزال الشخصي بينه و بين الكولومبي، فنجح في صناعة الهدف الثالث للإنتر في الدقيقة 73 حين راوغ كوادرادو ببراعة شديدة للغاية من الجهة اليسرى قبل أن يمرر عرضية أرضية للخلف حيث البديل إستيبان كامبياسُّو الذي أودع الكرة بقدمه في الشباك. عاد ناجاتومو ليصنع الهدف الرابع للإنتر في الدقيقة 80 مرة أخرى حين اشترك مع كوادرادو الذي دفعه في لقطة كانت تستوجب احتساب خطأ على ليتشي، إلا أنه ابتعد بغرابة عن الكرة و كأنه يبحث عنها في غير مكانها لينهض ناجاتومو مجددًا و ينطلق مراوغًا ماسِّيمو أودُّو ببراعة، قبل أن يرسل عرضية ذكية للغاية تخطت الجميع لتصل إلى غير المراقب ريكي ألفاريز في الجهة اليُمنى داخل منطقة الجزاء، و بالفعل لم يتوانَ الأرجنتيني في تسديد كرة هزت شباك ليتشي بعد مرورها من بين قدمي الحارس جابرييلِّي. انتهى اللقاء بفوز الأفاعي برباعية لهدف ليرتفع رصيد الإنتر إلى المركز الخامس برصيد 26 نقطة مضيقًا الفارق مع لاتسيو صاحب المركز الرابع برصيد 30 نقطة و أودينيزي صاحب المركز الثالث برصيد 32 نقطة بعد تعادلهما السلبي اليوم على التوالي مع كييفو و اليوفنتوس، فيما بقي ليتشي في المركز الأخير برصيد تسع نقاط.
