اتهمت المرأة بأنها أكثر ثرثرة من الرجل، وقيل إنها لا تستطيع أطلاقاً كتمان السر، وهناك خواجة « كضيضيب» حدد أن أقصى مدة لاحتفاظ المرأة للسر يومين إلا كم ساعة كدة، في الكم ساعة دي، تبدأ شلاليف المرأة في الرجفان ويبدأ لسانها في التأرجح، وإذا لم تدخل عليها واحدة من بنات حواء، ذهبت بنفسها للبحث عنها. { عادة يبدأ إفشاء السر بكلمات احترازية، «الكلام الداير أقولو ليك أدفني» ، أو «الكلام دا ما في زول عارفو» وفيه تهديد مبطن بأن إياك تمرقيه، وإذا كان السر من الدرجة الأولى ففيه حلفان لا بد أن يسبقه كنوع من الضمانات. { خواجة آخر دحض كلام رفيقو وقال إن الجنسين يثرثران بصورة متساوية، بل أثبت أن الثرثرة تؤدي إلى تقوية الذاكرة ورفع القدرات الفكرية، إلا أن الجميع في السودان يثرثر لدرجة الهضربة وكلهم مصابون بتلفان الذاكرة، مما يؤكد أن الدراسة دي كضب ساكت. ثرثرة النساء في غاية التشويق ويقفزن من موضوع لآخر بسلاسة فائقة، ليكتشفن في النهاية أن كل الموضوعات ما زالت بدون نهاية، وكل الشمارات عبارة عن رؤوس موضوعات، ويكون ذلك بعد وداعهن لبعضهن بعد جلسة الجمعية نصف الشهرية حقت الحلة. { تبدأ الجلسة بالسلام الحار والمطايبة بطريقة النساء المعهودة، فجأة تبدأ الموضوعات في طرح نفسها، اثنتان أو ثلاث نساء يبدأن في الونسة ويرتبطن مع الأخريات بالصورة، وأخرى تنادي من بعيد تستفسر من الملايات البصلية إتباعت ولا لسع، وقبل أن يرد على الاستفسار تنادي واحدة من بعيد تسأل عن صحة إشاعة عرس التوم راجل مزدلفة. { في مجلس نساء يتأنسن لا مجال أبدًا للتقيد بآداب الحديث أو الاستماع، يكفي أن تدخلي في الموضوع على طول مستخدمة العبارة العجيبة من دون مقاطعة وتكون قد قطعت حبوبة حديث الآخر ذاتو، هناك من تحدثك في موضوع يثير حماسة أخرى فتدخل في الحديث «تووووشك» من دون إحم أو دستور، مما يجعلك تتلفتي زي العويرة هنا وهنا، وأنصحك بمتابعة الأكبر سنا، مسألة احترام وكدة. { هناك نساء يتكلمن بصوت خافت، مجرد شفاه متحركة وبالطبع أنت غير ملمة بعلم قراءة الشفاه، في هذه الحالة يمكنك إلقاء كلمات محايدة ك أيوااااا الله يدي العافية، صاح والله، ثم تحاولي المخارجة بدرعها في رقبة زولة تانية، وهناك ونسات جاذبة مثل وصفات الخبايز، تنعيم البشرة، تطويل الشعر. صحيفة الانتباهة
