اشترطت الحكومة على دولة الجنوب إنفاذ كل الخطوات الإجرائية لبرتكول الترتيبات الانتقالية لأبيي، لسحب القوات المسحلة من المنطقة، وقلّلت في ذات الوقت من تصريحات جوبا بسحب قواتها من أبيي واتهمتها بمحاولة تضليل الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي، وكالت انتقادات عنيفة لاتهامات المسؤولة الأممية بدولة الجنوب والتي زعمت من خلالها قصف الخرطوم لمناطق بولاية الوحدة، في ذات الأثناء هدَّدت دولة الجنوب باجتياح أبيي الأربعاء المقبل حال لم تسحب الخرطوم قواتها من المنطقة، لكن قبيلة المسيرية صعّدت لهجتها تجاه تهديدات جوبا ووصفت التلويح العسكري ب«أحلام زلوط» ورأت ان دخول الجيش الشعبي لأبيي «هرطقات فارغة». إلى ذلك أبلغ وزير الخارجية علي كرتي ممثل الأمين العام للأمم المتحدة للسودان ودولة جنوب السودان هايلي منكريوس أن انسحاب القوات المسلحة دون إنشاء هياكل إدارية بالمنطقة سيخلق فراغًا، وأوضح أن الادعاءات التي تطلقها دولة الجنوب حول تبعية مناطق لها ينبئ عن نية جوبا لمواصلة اعتدائها على السودان، وترك المتحدث الرسمي باسم الخارجية السفير العبيد مروح أمر سحب الخرطوم لقواتها من المنطقة بيد موافقة جوبا على مرشحي السودان للمجلس المحلي وتطبيق الانسحاب المتزامن بحضور مراقبة «اليونسفا».وذكر في مؤتمر صحفي أمس أن الأمر ليس انسحاب هذا الطرف أو ذاك، وأضاف: «اليونسفا بحسب تفويضها وبحسب اشتراك مندوبي الخرطوموجوبا هم من يقولون إن عملية الانسحاب تمت»، وأردف: «الآلية الإفريقية هي من ترفع التقرير النهائي بالانسحاب»، مجددًا تأكيد أن الخرطوم ملتزمة بالترتيب الناجز للإجراءات العسكرية والإدارية بالوضع في أبيي، وفي اتجاه آخر صوَّب مروح انتقادات عنيفة لتصريحات المسؤولة الأممية التي أشارت لعمليات قصف تقوم بها الخرطوم على دولة الجنوب، ونوَّه بأن التقارير التي يعتمد عليها مسؤولو الأممالمتحدة «مغرضة» لتعبئة المجتمع الدولي ضد السودان بغية معاقبته، معلنًا رفض الخرطوم للمزايدة بالأوضاع الإنسانية، وطالب مروح المسؤولين الأمميين ببناء تصريحاتهم وفق تقارير موثوقة، وفي ذات السياق توعد مسؤول ملف أبيي في حكومة جنوب السودان، لوكا بيونغ، خلال احتفال بجوبا مساء أمس الأول بالتدخل عسكريًا في أبيي إذا لم تسحب الحكومة السودانية قواتها بنهاية يوم الخامس عشر من هذا الشهر، وأضاف: «سأطلب من حكومتي التدخل عسكرياً للسيطرة على أبيي»، بيد أن مروح قال إن هذه التهديدات تأتي في سياق تضليل متعمَّد من حكومة الجنوب للرأي العام الدولي، ولفت إلى أن الانسحاب من أبيي محكوم باتفاق ترتيبات انتقالية بحيث يحصل انسحاب متزامن للطرفين من أبيي ومُرَاقَب من ممثلين للجانبين والقوة الأممية الموجودة في المنطقة، وفي اتجاه موازٍ اعتبر رئيس اتحاد المسيرية محمد خاطر جمعة تهديدات جوبا بالتدخل العسكري في أبيي بالهرطقة الفارغة، وقال ل«الإنتباهة» إن جوبا «تعيش حلم زلوط باحتلال أبيي»، وتابع بالقول: «لا لوكا ولا جوبا سيدخلون أصبعًا في أبيي».
