سريهاريكوتا (الهند) (رويترز) - أطلقت الهند يوم الاربعاء أول مركبة فضائية غير مأهولة الي القمر مقتفية خطى منافسها الاسيوي الصين ومع احتفال البلاد بطموحاتها الفضائية وتقدمها العلمي. وانطلقت تشاندرايان-1 وهي مركبة فضائية صنعتها وكالة ابحاث الفضاء الهندية من مركز فضائي في جنوب الهند بعيد الفجر. وقال جي. مدهافان رئيس وكالة أبحاث الفضاء الهندية للصحفيين "ما بدأنه هو رحلة متميزة." وتأتي عملية الاطلاق الناجحة بعد أقل من أسبوعين من إبرام الهند اتفاقا نوويا مهما مع الولاياتالمتحدة مما يجعلها قوة نووية معترفا بها. وتتعلق هذه المهمة الفضائية اساسا برسم خريطة للقمر لكن المهمة تأتي في أعقاب أول عملية صينية للسير على القمر الشهر الماضي عندما احتفي برواد الفضاء الصينيين باعتبارهم ابطال. ولا تريد الهند أن تتخلف عن الركب في السباق الاسيوي الى الفضاء الذي قد يكون له نتائج تكنولوجية وعسكرية. وهناك انزعاج في الغرب من أن الصين لديها طموحات عسكرية في الفضاء بتطورات مثل صواريخ مضادة للاقمار الصناعية. وأذاعت قنوات التلفزيون الهندي عملية اطلاق المركبة الفضائية في بث مباشر. صفق بعض العلماء بينما كان الصاروخ ينطلق الى الفضاء. وقال رئيس الوزراء مانموهان سينغ اثناء زيارته لليابان "جلب لنا علماؤنا الفخر مرة اخرى والامة بأسرها تحييهم." وبدا أن اطلاق المركبة الذي أشادت به وسائل الاعلام شتت انتباه الهند عن التباطؤ الاقتصادي وانهيار أسعار الاسهم واندلاع اعمال العنف العرقية والطائفية. وكتبت احدى قنوات التلفزيون على شاشتها "الوجهة القمر .. يوم تاريخي للهند." ومع استبعاد اي مشاكل فنية فان من المتوقع ان تصل المركبة الي مدار حول القمر وتقضي عامين في استكشافه بحثا عن أي أدلة على الماء او معادن نفيسة. وقالت وكالة ابحاث الفضاء الهندية ان الة اطلق عليها "مجس اقتفاء الاثر على القمر" ستنفصل عن المركبة وتهبط على سطح القمر لاثارة بعض التراب بينما ستقوم أجهزة على متن المركبة بتحليل الجزيئات. ويعتقد بعض العلماء ان احد الاهداف الرئيسية هي البحث عن عنصر (الهليوم 3) وهو من النظائر النادرة جدا على الارض لكنه مهم للانصهار النووي ويمكن ان يكون مصدرا قيما للطاقة في المستقبل. وتبلغ تكلفة المشروع 79 مليون دولار وتقول وكالة ابحاث الفضاء الهندية ان مهمة مركبة استكشاف القمر ستمهد الطريق أمام الهند لاقتناص شريحة أكبر من انشطة الفضاء العالمية.