الخرطوم (رويترز) - قالت الصين اكبر مستثمر اجنبي في السودان يوم الاحد إنها تحاول العمل مع قوى غربية للتخفيف من تبعات الاتهامات الموجهة للرئيس السوداني بارتكاب جرائم حرب. وقال المبعوث الصيني الخاص الى دارفور ليو جويجين إنه عقد محادثات في الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا لمناقشة الاتهامات التي وجهها لويس مورينو اوكامبو ممثل الادعاء في المحكمة الجنائية الدولية ضد البشير. واتهم ممثل الادعاء الرئيس السوداني في يوليو تموز بتدبير حملة ابادة في منطقة دارفور بغرب السودان. وقال ليو للصحفيين في الخرطوم بعد محادثات في وزارة الخارجية السودانية " انتهزت فرص الزيارات لعواصم غربية لاجراء مشاورات مع شركائنا في الغرب حول كيفية العمل معا سعيا الى التخفيف من اثر الاتهام." وحذر السودان والصين وجنوب افريقيا القوة الاقليمية من ان توجيه اتهام رسمي للبشير قد يضر بعملية السلام المتعثرة في دارفور والتي تهدف الى انهاء خمسة اعوام من الصراع. وحاولت الجامعة العربية والاتحاد الافريقي حمل مجلس الامن الدولي على تعليق صدور مذكرة اعتقال محتملة ضد البشير. وتقول الصين التي لها حق النقض (الفيتو) في مجلس الامن مع روسيا وبريطانيا وفرنسا والولاياتالمتحدة انها ستدعم مثل هذا الاجراء. وتقول جماعات حقوق الانسان ان الصين لم تفعل ما فيه الكفاية لمنع اراقة الدماء في دارفور وانتهكت حظر الاسلحة الذي تفرضه الاممالمتحدة على المنطقة. وردا على سؤال حول الكيفية التي يمكن ان يقنع بها السودان الاممالمتحدة بالتدخل قال المبعوث الصيني ان الغرب يريد من الخرطوم الاسراع بنشر كامل لقوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور. وينتشر حاليا اقل من عشرة الاف جندي وشرطي في دارفور وهو اقل بكثير من العدد الذي تم التعهد به وهو 26 الف فرد. ويقول دبلوماسيون غربيون ومسؤولون بالاممالمتحدة وجماعات لحقوق الانسان ان السبب في ذلك يعود الى اساليب اعاقة من السودان وبيروقراطية الاممالمتحدة ونقص طائرات الهليكوبتر ومعدات نقل اخرى. وقال المبعوث الصيني ان السودان احرز تقدما بشأن حل عدد من القضايا مثل الاسراع في تخليص الشحنات التي تحتاجها القوة من الموانيء السودانية وتأمين حقوق الطيران والهبوط للطائرات التابعة للامم المتحدة ومنح تاشيرات دخول لقوات حفظ السلام. وتشير تقديرات خبراء دوليين الى ان 200 الف شخص قتلوا وفر 2.5 مليون اخرين من ديارهم منذ ان بدأ الصراع في دارفور عام 2003 عندما حمل متمردون معظمهم من الافارقة السلاح ضد الحكومة العربية متهمين اياها بتجاهل منطقتهم. وتقول الحكومة ان عدد القتلى لا يتجاوز عشرة الاف. وحث المبعوث الصيني الجماعات المتمردة على عقد محادثات مع الحكومة لدفع العملية السياسية. وقالت القوى الغربية ان هذا امر جوهري اذا اراد مجلس الامن الدولي النظر في تعليق مذكرة المحكمة الجنائية الدولية لاعتقال البشير. وقال المبعوث الصيني "يجب على القوى السياسية ان تدرك انه لا يوجد سبيل عسكري (لحل) المشكلة." وقاطع المتمردون مبادرة وطنية اطلقها البشير هذا الشهر قائلين انها خطوة مضللة الغرض منها مساعدته في الافلات من مذكرة اعتقال المحكمة الجنائية الدولية. واضاف المبعوث الصيني ان العالم يجب ان يعترف بنتائج تحقيق السودان في جرائم مزعومة ارتكبها في دارفور علي كشيب وهو قائد ميليشيات مسلحة ومطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية في اتهامات بارتكاب جرائم حرب. وتقول الخرطوم انها لا تعترف بالمحكمة الدولية.