بمجرد صدور القرار بالإفراج عن الرئيس المصري السابق حسني مبارك، وبينما تجري الشرطة عمليات اعتقال واسعة في صفوف جماعة الإخوان المسلمين، أطلق أنصاره حملة لترشيحه لرئاسة الجمهورية في الإنتخابات الرئاسية المقبلة المتوقع إجراؤها في العام 2014. وجاءت الحملة التي دشنت عبر موقع فايسبوك للتواصل الإجتماعي باسم "مبارك رئيسًا لمصر 2014". إلا أن التيارات السياسية قطعت الطريق على أماني أنصار مبارك، حتى لو كانت غير قابلة للتحقيق على أرض الواقع، معلنة أن إسقاط نظام حكم الإخوان، لا يعني عودة مبارك. إنجازات مبارك تصدرت صورة مبارك الشهيرة، التي كان توضع في المؤسسات الرسمية إبان رئاسته للبلاد لمدة 30 عامًا، الحملة إضافة إلى صورة أخرى مرسومة باستخدام برامج الفوتوشوب، ومكتوب عليها "مبارك 2014". ضمت صفحة الحملة على فايسبوك مجموعة من التدوينات المنسوبة لمبارك، وأخرى تشير إلى أنه رجل وطني قاد مصر بحكمة. إلا أن النشطاء ردوا بتعليقات كثيرة تنتقد مبارك وعصره، وتؤكد إستحالة إعادته أو أي من رموزه للحكم. ومن تلك التدوينات ما نسب إلى الناشط السياسي حازم عبد العظيم، وجاء فيها: "من معسكرات الثورة.. حازم عبد العظيم: حسني مبارك احترم القانون وخضع للعقوبة القضائية بشرف، لم يخن مصر، ولم يهرب، ولم يهرب اولاده، فارحموا الرجل، اشرف مليون مرة من مرسي". ودعت الصفحة أنصار مبارك إلى كتابة إنجازاته، وقال مسؤولها: "اثبت وجودك بانجاز من انجازات الرئيس مبارك.. عايزين نشوف كام واحد لسه فاكر انجازات رجل الدولة محمد حسني مبارك". لم أنسَ! الناشط محمد أشرف رد بوضع قائمة طويلة من مساوئ نظام حكم مبارك وجرائمه في حق المصريين، وكتب: "من إنجازات مبارك.. أمن الدولة والتعذيب في السجون، 50 فنانا مصريا ماتوا في حريق مسرح بني سويف 2005.. لم أنس تفجيرات شرم الشيخ.. لم انس 10 مذابح للاقباط قتل فيها 183 قبطيًا اخرها القديسين.. لم أنس 1400 مصري شهداء العبارة السلام 98.. لم أنس شهداء العبارة سالم اكسبريس.. لم أنس 400 مصري شهداء قطار الصعيد.. لم أنس شهداء حوادث قطارات العياط.. لم أنس كارثة الدويقة.. لم أنس تفجير هيلتون طابا.. لم أنس طائرة مصر للطيران (البطوطي) والغدر بقيادات الجيش عليها.. لم أنس حوادث الطرق اليومية وآلاف الضحايا بلا تعويض.. لم أنس فساد أغلب وزارات وقطاعات الحكومة من شرطة واعلام وثقافة واسكان ونقل.. لم أنس الرشاوى والفساد الاداري في أجهزة الدولة نتيجة ضعف المرتبات.. لم أنس عدم محاسبة أي فاسد تفوح رائحته والاكتفاء بتغيير منصبه.. لم أنس خصخصة شركات القطاع العام وسرقة اموالها.. لم أنس الضريبة العقارية وأموال التأمينات التي ضاعت في بورصات اميركا.. لم أنس تدمير التعليم وتعيين طبيب اطفال بدرجة وزير تعليم.. لم أنس واردات قناة السويس التي تذهب اليك مباشرة..لم أنس تردي الخدمة الصحية.. لم أنس العلاج على نفقة الدولة لغير مستحقيه.. لم أنس سرقة اراضي الدولة ونهبها.. لم أنس تقسيم اراضي سيناء لعدد من رجال الاعمال وتهميش الشعب الذي هو السبب في رجوعها الى مصر".. وأضاف أشرف سلسلة طويلة من مساوئ حكم مبارك، إختتمها بقتل المتظاهرين في ثورة 25 يناير، وقال: "لم أنس وصفك لنا بالقلة المندسة بعد خروج الملايين مطالبينك بالرحيل.. لم أنس مئات المصابين يوم هاجمنا البلطجية.. لم أنس شهداء الثورة.. لم أنس من قتل بالرصاص الحي ومن تشوه بالخرطوش.. لم أنس من فقأت أعينهم أو فقدوا أطرافهم". وقال ناشط آخر إن أهم إنجازات مبارك "زيادة نسبة السرطان في البلد". هنرجعه السجن ورغم محاولات مسؤولي الصفحة إعادة تسويق مبارك بغسل سمعته، إلا أن تلك المحاولات باءت بالفشل، وقوبلت بالكثير من السخرية والإنتقاد من النشطاء. وجاء في تدوينة أخرى بالصفحة: "مبارك: نجدد وعدنا لجمهور الشعب المصري بأن نبني وطننا مصر دون استقطاب، سنتحدى معًا كل العقبات، لنبني مصر، سنقتص لكل مصري اصابه ضرر". ورد ناشط تعليقًا على تلك التدوينة قائلًا: "هههههه.. الصنف عالي قوي معاك"، وكتب آخر: "إنتوا بتجيبوا الكلام ده منين؟". ونشرت الصفحة صورًا متنوعة لمبارك، وعليها تعليقات مختلفة، ومنها صورة له وهو يجلس على سرير متحرك أثناء نقله إلى مستشفى المعادي العسكري، مقر إقامته الجبرية، وكتب أعلى منها: "الرئيس مبارك لحظة وصوله إلى مستشفى المعادي العسكري"، وصورة أخرى يظهر فيها من خلف زجاج سيارته عندما كان رئيسًا، وهو يلوح بيديه محييًا، وكتب أعلى منها: "السيد الرئيس محمد حسني مبارك حر". ورد الناشط كريم صالح معلقًا: "هنرجعة السجن وهندوس عليه إن شاء الله". عند أمه يا ادهم! نشرت الصفحة صورة شخصية أخرى لمبارك كتب أسفلها: "مصر مبارك..30 سنة أمان"، فيما كتب فوقها: "لسه يا شعب مش عارف ليه أميركا تأمرت على رئيسك محمد حسني مبارك؟؟.. الراجل اللي رفض يفرط في شبر واحد من أرض مصر.. رفض يبيع سيناء.. رفض مخطط تقسيم مصر.. هو محمد حسني مبارك ابن هذا الوطن البار". ورد النشطاء بتعليقات ساخرة وناقدة لمديري الصفحة، ومنها: "عارف في ناس هبلة كتير ممكن تصدقك في الوقت اللي احنا فيه دا والظروف دي، بس بجد ربنا يشفيكم من اللي انتو فيه"، وكتب آخر :" كدب وهبل ده، سفاح لزم الاعدام". وحوت الصفحة تدوينات أخرى منسوبة لمقربين من مبارك، منهم الفريق أحمد شفيق المرشح السابق لرئاسة الجمهورية، جاء فيها: "الفريق شفيق: إخلاء سبيل مبارك قانوني.. ولم أحسم قرار ترشحي للرئاسة. وقد انسحب لترك المجال لمن هو قادر على توحيد الوطن خلفه".. نعرف جميعًا من يقصد الفريق شفيق. وفي تدوينة أخرى، كتب مسؤول الصفحة: "أوصف الرئيس حسني مبارك بكلمة"، إلا أن تعليقات النشطاء جاءت ضده، فكتب أحدهم كلمة "خاين"، وكتب آخر: "والله محتار اشتمو بإيه.. لو حد يقولي بس اشتمو بإيه.. أحسن كل ما اكتب شتيمة تطلع في واحدة أوسخ". وكان هناك تعليقات أخرى ساخرة منها: "يالهوي ياما يعني كل اللي فات دا كان كاميرا خفية"، "طيب ما نجيب علاء على طول بدل مانستنى مشروع التوريث ونبقي كسبنا وقت.. دا عند امه يا ادهم"، "ياجدعان مش معني اننا بنكره الاخوان يبقي ننسي اللي مبارك عمله في البلد، دا على جثتي". إعادة محاكمة مبارك قطعت القوى السياسية والثورية الطريق أمام تلك الحملات التي تهدف إلى إعادة نظام مبارك، ودعت حركة تمرد إلى إعادة محاكمته ورموز نظام حكمه. وقالت في بيان لها: "من حق الشعب المصري أن يطالب بإعادة محاكمة مبارك ورجال نظامه بأدلة جديدة، بالإضافة إلى محاكمة مرسي ورجال نظامه". وأضافت أن ثورة 25 يناير وموجتها في 30 يونيو لن تقف لتشاهد قتلة الشهداء يحصلون على البراءة، فإن كانت اليوم البراءة لمبارك ستكون غدًا لمرسي، "ويكفي مبارك ما حدث خلال عهده من فساد وإفساد وقتل بشكل مباشر وغير مباشر للمصريين وحرق الأرض وتجريف الأحزاب والتيارات السياسية والارتماء في أحضان الولاياتالمتحدة الأميركية لينال أقصى عقوبة شعبية". ولفتت إلى أنها ستجهز محاكمة شعبية لمبارك. وتصدى حمدين صباحي، المرشح السابق لرئاسة الجمهورية، لتلك الحملة، معلنًا أن إسقاط الإخوان لا يعني عودة نظام مبارك. وقال: "نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك لن يعود مرة أخرى بعد سقوط الإخوان". وأضاف في تصريح له: "ما حدث في 30 يونيو لا يعني أن الشعب أطاح بجماعة الإخوان من أجل استعادة نظام مبارك"، معلنًا أن لا مجال لعودة الدولة البوليسية أو أي توغل لجهاز أمني في مصر، مشددًا على أن الشعب أصبح قادرًا على مواجهة مثل هذا التدخل وإسقاطه. صحيفة المرصد: صبري عبد الحفيظ حسنين
