غادر الآلاف من سكان عاصمة ولاية الوحدة النفطية بدولة جنوب السودان "بانتيو" أمس (الخميس)، التي يسيطر عليها المتمردون الذين يقودهم "رياك مشار"، مع اقتراب هجوم القوات الحكومية التي باتت على بعد كيلومترات قليلة، فيما يستأنف طرفا الصراع في جنوب السودان اليوم (الجمعة)، التفاوض واستكمال نقاش بند وقف إطلاق النار، وسط توقعات بتحقيق تقدم ملموس في أجندة التفاوض، فيما تمسكت الولاياتالمتحدةالأمريكية بضرورة الاتفاق على وقف العدائيات. وشهد يوم أمس (الخميس) بحسب مصادر(المجهر)، تبادل الاتهامات بين طرفي الصراع . واتهم "حسين مار" المتحدث الرسمي لمجموعة "رياك مشار" الطيران اليوغندي، بقصف مدينة "بور" بأربع طائرات. وقال إن الرئيس اليوغندي "يوري موسفيني" ورئيس حكومة جنوب السودان "سلفاكير ميارديت" يقتلان المدنيين. ولكن وزير الإعلام بحكومة الجنوب "مايكل مكوي" رفض التعليق على الاتهامات. وقال إنهم تقدموا بشكوى للإيقاد لإدانة مثل هذه التصريحات التي تهدد سير التفاوض. وفي ذات السياق قال الفريق "محمد أحمد الدابي" عضو الوساطة، إن وفد وساطة (الإيقاد) التقى رئيس الوزراء الإثيوبي "هايلي ماريام ديسالين"، وأطلعه على نتائج زيارة الوفد إلى "جوبا" ولقائه سلفا كير، وأن "ديسالين" وعد ببذل أقصى جهوده لمواصلة التفاوض وتحقيق السلام . وذكر "الدابي" أنهم قدموا مقترح وقف العدائيات للطرفين وبدأوا في مناقشته، وتوقع أن تستمر المناقشات غداً (السبت) ويتم التوقيع على وقف العدائيات. وعدَّ "الدابي" وقف العدائيات خطوة مهمة وبداية حقيقية للمصالحة السياسية، باعتبار أن الخلاف سياسي ولن يتم حله إلا سياسياً بحسب تعبيره. بدورها تمسكت الولاياتالمتحدةالأمريكية بضرورة وقف إطلاق النار، وقال مبعوث الولاياتالمتحدة للسودان وجنوب السودان "دونالد بوث"، إنه لابد من وقف العدائيات حتى يتم تقديم المساعدات الإنسانية للمتأثرين ويعودوا إلى ديارهم. ونقلت مصادر بالمدينة أن قوات المتمردين تعزز دفاعاتها في المدينة، تحسباً لهجوم من جانب قوات الحكومة يستهدف استعادتها، وأن المسافة الفاصلة بين قوات الطرفين تضيق. ولجأ آلاف من المدنيين إلى قاعدة للأمم المتحدة في ضواحي المدينة، كما شوهدت ألسنة الدخان تتصاعد من قاعدة عسكرية تحت سيطرة المتمردين على الطريق إلى "بانتيو". من ناحيته قال المتحدث باسم الجيش الحكومي "فيليب أغوير": (ما زالت المواجهات مستمرة ونحن نقترب من "بانتيو").
