ما زالت تشكل قضية سلام دارفور هماً محلياً وإقليمياً ودولياً، ولعل الهم الأكثر لتلك القضية يخص أهل دارفور الذين هم الآن في أكثر حاجة للسلام اليوم أكثر مما مضى لوضع النهايات لتك الأزمة التي طال أمدها وأفرزت واقعاً مريراً جراء النزوح والتشرد واللجوء والصراعات القبلية التي أكلت الأخضر واليابس ورملت النساء ويتمت الأطفال ورغم تعدد المنابر الخارجية لهذه الأزمة التي لم تراوح مكانها بعد إلا أن الحل النهائي طبقاً لمراقبين يكمن في الحل من الداخل خاصة بعد أن فقدت العديد من الحركات المسلحة بوصلتها وأصبحت تستهدف المواطن الذي قالت إنها خرجت من أجل ولعل توقيع وثيقة السلام من الداخل مع مجموعة الزاكي موسى التي انشقت عن حركة تحرير السودان جناح عبد الواحد بجبل مرة والتي شهدها نائب رئيس الجمهورية د. حسبو محمد عبد الرحمن بنيالا قد وضعت النقاط فوق الحروف للموت البطيء لحركة عبد الواحد خاصة وأن مجموعة الزاكي وطبقاً للكثيرين أنها من أشرس عناصر عبد الواحد حيث جاء انضمام هذه المجموعة التي يبلغ قوامها «560» مقاتلا بكامل عتادهم الحربي بجهود كبيرة قادتها حكومة محلية كاس ممثلة في معتمدها حتى تم منحها جائزة أفضل لجنة أمن بالمحليات من قبل رئاسة الجمهورية بجانب جهود الفرقة«16م» ممثلاً في اللواء «61» كاس. والمقدم محمد صالح يونس طبقاً لمعتمد كاس. وقال نائب رئيس الجمهورية حسبو محمد عبد الرحمن لدى مخاطبته توقيع الاتفاق بقيادة الفرقة «16م» بنيالا إن باب السلام مفتوح وعلى عبد الواحد ومناوي وجبريل أن يأتوا إليه. وأضاف: نقول للحركات بطلوا الأجندات الخارجية والعمالة. ووجه حسبو رسالة لأهل دارفور بألا للحرب نعم للسلام، وأثنى على استجابة الزاكي ومجموعته لنداء الضمير وانحيازهم للسلام، وقال إن تلك الجدية ستقابل بالمثل بإنفاذ الاتفاقية. وتابع: «الزاكي سنمنحك ألف تحية على التحية التي قدمتها للوطن بانضمامك للسلام. ومنح نائب رئيس الجمهورية جائزة أفضل لجنة أمن لمحلية كاس، ولفت حسبو الانتباه لجميع الحركات بأنه خلال وجوده في نيالا التي نقل مكتبه إليها حالياً، مستعد لاستقبال أية حركة ترغب في اللحاق بركب السلام، وتابع «الجاء مرحباً به والرفض سنلاحقه حتى ولو في جحر ضب أو في أعلى الجبل»، فيما أعلن والي جنوب دارفور اللواء آدم محمود خلو ولايته من التمرد بانضمام هذه المجموعة. وقال إن دارفور ستشهد قريباً تنمية غير مسبوقة، وتعهد جار النبي ببسط الخدمات في المناطق التي جاءت منها مجموعة الزاكي، وقال جار النبي إن الزاكي ومجموعته جاءوا إلى أهلهم لمزيد من الأمن والتنمية والاستقرار، وقال «نحن منذ بداية العام 2014م قلنا إنه سيكون عاماً للأمن والتنمية والخدمات للمواطنين الذين عانوا كثيراً خلال الفترة الماضية واليوم نرحب بكم وكل المناطق التي كنتم تعملون فيها سنوطن فيها الخدمات فوراً». ومن هنا نرسل رسالة لكل من يقول إن ولايات دارفور غير مستقرة وسنقول لهم إننا سنتخطى كل الدسائس والمتربصين بأمن هذه الولاية. بينما أشار قائد الفرقة «16م» بنيالا اللواء السر الحسين إلى أن حركة عبد الواحد قد شلت بانضمام الزاكي، وقال بهذا التوقيع شلينا حركة عبد الواحد بنسبة «70%»، وقال إنهم سيكملون المشوار مع المنضمين إلى نهاياته. وأكد السر أنهم بقدر استعدادهم للقتال إلا أن استعدادهم للسلام أقوى، وأشار إلى أن المجموعة المنضمة هي الثانية خلال الأربعة أشهر الماضية، وأضاف أن دارفور في حاجة لحركة نشطة نحو إقناع أبنائها للسلام دون فرز وأنها غنية بمواردها المختلفة وسواعد بنيها هو المورد الحقيقي، أما معتمد كاس محمد إبراهيم عمر الشهير ب«جيش» فقد أشاد بالجهود التي بذلت من قبل اللواء «61» كاس والمقدم محمد صالح يونس وآخرين لإقناع هؤلاء حتى استجابوا لنداء الضمير، وقال جيش إن توقيع الزاكي للسلام يعني تطهير جبل مرة من التمرد في إشارة الى أن مجموعة الزاكي من أشرس مقاتلي عبد الواحد ولولاه لا يمكنه التقدم شبراً وأضاف«نرسل رسالة للذين أرادوا أن تمس أياديهم النجسة هذه الأرض الطاهرة بالعودة إلى رشدهم، وقال إن بقية المجموعة في أعلى الجبل بعد هذا التوقيع ستأتي حرباً أم سلماً، فيما أبان قائد المجموعة المنضمة للسلام الزاكي موسى أنهم انسلخوا من عبد الواحد واستجابوا لنداءات الضمير المتكررة لهم وجاءوا للسلام للإسهام في وحدة البلاد، وتحقيق التنمية والاستقرار بدارفور، وتابع«نحن ما ناس كلام وجئنا للسلام والبناء والتعمير». صحيفة الإنتباهة حسن حامد