كلام الناس نور الدين مدني لمصلحة الوطن وليس الحزب *لا يستطيع الصحفي الإنعزال عن المحيط السياسي ولكنه لكي يحافظ على حيدته واستقلاليته المهنية عليه أن يكون بعيداً بدرجة معقولة من الحكومة وبعيداً بذات الدرجة من المعارضة. *هذا لا يعني الإنسحاب من الساحة السياسية فهذا يتناقض مع الرسالة الصحفية التى من بين أهدافها متابعة وتغطية الأخبار والمناشط السياسية دون تحيز مسبق اللهم إلا التحيز للوطن والإنحياز لقضايا المواطنين. *عندما نحرص على دفع الحراك السياسي الإيجابي فاننا نسعي عبر ذلك لتحقيق السلام والامان في الوطن ولتعزيز التعايش السلمي ولحماية وحدة البلاد وتماسك نسيجها الإجتماعي ولن نفقد الأمل مهما كانت عوامل الأحباط القريبة والبعيدة الخاصة والعامة. *نقول هذا بمناسبة المبادرة التى تبنتها مجموعة من قادة الحزب الاتحادي الديمقراطي في إجتماعها بمنزل الأمين العام للحزب الاتحادي الديمقراطي سيدأحمد الحسين أحد الرموز الصامدة في الحزب بالداخل عندما كانت قيادة الحزب تقود التجمع الوطني الديمقراطي بالخارج وظل مع قادة الداخل يمسك على جمرة الحزب في أحلك الظروف السياسية هو ورفاق دربه الحاج مضوي محمد أحمد عليه رحمة الله وعلى محمود حسنين وغيرهما من الرموز الاتحادية التى ظلت تحمل راية الحزب في الداخل. *تكتسب هذه المبادرة أهميتها من أنها تسعى للملمة كل تيارات الحزب بما فيها الاحزاب المسجلة من الاتحاديين تحت قيادة مولانا السيد محمد عثمان الميرغني واعادة ترتيب البيت الاتحادي وتفعيل الامانة العامة للحزب ودعمها بامانات متخصصة لدفع الحراك السياسي ابتداء من القواعد وحتى القمة للاسراع بعقد المؤتمر العام للحزب. *اننا نعلم ان مياها كثيرة جرت تحت جسر الحزب الاتحادي الديمقراطي أدت إلى هذا التشرذم الظاهر وسط بعض القيادات ولكننا ندرك أهمية الحزب الاتحادي الديمقراطي وضرورة تفعيل دوره في الساحة الداخلية لمجابهة التحديات التى تواجه البلاد وتهدد وحدتها وأمنها واستقرارها بل ومستقبلها. *لذلك فاننا ندفع بمثل هذه المبادرات لانها تصب في مصلحة الوطن وليس فقط لمصلحة الحزب, في محاولة لإعلاء التنافس الحزبي السياسي بدلاً من النزاعات الجهوية والقبلية التى تهدد مستقبل الوطن. السوداني