بسم الله الرحمن الرحيم ( الودُ ) ما عادتْ تطيق السيرَ في دربٍ مضى ... عروة علي موسى [email protected] مكسَّرةٌ كخاطرِ طفلٍٍ يتيمٍٍ هي الأغنيات .. ومشوهة كخريطة الوطن الحزين .. فكيف نغني و( الود ) ما عادت تطيق السير في درب مضى .. والنيلُ كفَّنه الأسى والأغنياتُ أعلنت إمساكها فلما تغني ؟ والموتُ فوق جبينه يطفو وتغرق أمنيات تصحو إذا صدح المغني ( بناديها ) ما عساها اليوم سامعةً أي وجعٍ يا ترى يناديها نامت ، وما عاد الغناء لنا إلاَّ بكاء ( ولو بهمسة ) ضج حاديها والمرسالُ في الدرب مازال متشحاً بآيات الأماني يُدنِيها أُفٍ على ما ضاع من زمنٍ يُناجيها جد في مسيرك ما تجد نام المغني والوعد فات ( يا طير يا طاير من بعيد فوق الغمام من ربوعي أحمل الشوق يا حمام ) ارحلْ يا حمام ما عاد يغرينا حديث الحبِ ولا حكايا الشوق ، ولا لغة الكلام من ضلوعي احمل الحزن يا حمام ماذا يغني الناسُ بعدك يا نبيل والنيل ألغى كل شارات التنصت والحنين ؟!! لأي نغمٍ يرسلُ أمواجه ؟ رحل النديم ، والشجو مات والبوح سرب من طيورٍ خائفاتٍ تحت زخات المطر .. وصوتك العالي على الماء نقوش .. فقد كان مثل عيون الصبايا في صفاء السماء .. ومثل السنابل طولاً ، ومثل النخيل عزة ومثل شموخ النساء كان رفيقُ العصافيرِ في موسم الشوق وفاء كان رفيق السواقي ، والنيل والقمر الضياء .. هل تخبرون حنين الأم حين تذوب ؟ وهل تعرفون حديث المحبين ؟ وحزن المشتاق قبيل الغروب ؟!! ( خاف من الله على قلبى من غرامك خاف زرعت الشوك على دربو ويا ما فى هواكم شاف ) الآن أخافُ أن تعلم الطيورُ والسهولُ والنيلُ والقمرْ أن المغني مات ..!! وأن النغم المسافر مع الطيرِ المهاجرِ مات ..! وأن الذي كان يقطف من شجوها مات ..! يا حزناً تسامى .. ها هي الطيورُ والسهولُ والنيلُ والقمرْ تسأل عنك ؟ فكيف سأحكيها الخبر ؟ّ وماذا أقول لهن حبيبات الأغاني .. ماذا أقول ؟!! هل سأقول للتي في شوقها تعدُ منديل الحرير لحبيبها .. أن الأماني الطفلة أفناها العدم ونامت أفراح عمرك وولى زمانك وإتلاشت رؤاك يا صنو الجمال سيظلُ هذا النيل المطرز بالنجوم يحمل بين أمواجه دفء الغناء وسيظلُ هذا الشعب يعيش الحبَ بك ويشعلُ الثورةَ بك فهل ستعودُ الأغاني إلينا ونغني على ضفاف النيل الودَ والحزنَ القديم ؟!