رأس الخيمة ... استعمار سيراميكي جديد؟! حسن وراق § أصبح استخدام أرضيات السيراميك من اهتمامات ترتيب البيت، تستقطع الأسر من قوتها و رفاهيتهم لتوفير ميزانية خاصة للسيراميك. رغم الحوادث الكثيرة التي تسببت فيها نوعياته الرديئة إلا أن الجميع لايدركون أن إقدامهم تطأ في دماء وعرق أبنائهم وإخوانهم السودانيين الذين يصنعونه. سيراميك رأس الخيمة رغم اجتهادنا في نظافته و مسحه بالمنظفات إلا أننا لن نزيل دماء وعرق العاملين فيه. § مصنع سيراميك رأس الخيمة تم إنشاءه في تسعينات القرن الماضي بموجب قانون تشجيع الاستثمار. هذا المصنع من المفترض أن يكون مملوك لأسرة أمير رأس الخيمة إلا أن مديره العام اللبناني الجنسية هو الإمبراطور الناهي والآمر ، يدير المصنع وكأنه ضيعة لبنانية غير آبه بقانون الاستثمار ولا حتى قوانين العمل منتهكا في تحدي سافر السيادة السودانية ولا يلقي بال لوزارة عمل أواتحاد الغندور . § المصنع به حوالي 450 عامل منهم 380 سوداني وما تبقى ، عمالة أجنبية هنود وفلبينيون ومصريون ولا يوجد بالمصنع مجلس إدارة وكل رؤساء الأقسام لبنانيون وباكستانيون وهنود وحتى عمال النظافة فلبينيون وبنص قانون العمل السوداني فان استخدام العامل الأجنبي يكون الغرض الأساسي منه تدريب العامل السوداني ليحل مكانه. § مفارقات الأجور في المصنع تكشف بوضوح إن علاقات الإنتاج أشبه بعلاقة الإقطاع إن لم تتجاوز نظام القنانة والاسترقاق . أجر العامل الأجنبي 3 أضعاف ما يتلقاه السوداني الذي يتقاضي في حدود 400 إلي 500 جنيه شهريا علما بأنه يعمل 12 ساعة في اليوم، رغم إن قانون العمل لايقر تجاوز 8 ساعات شغل إلا في حالة الضرورة القصوى علي إن لا يكون أكثر من 4 ساعات 3 مرات في الأسبوع . § اتفاقية الأجور لسنة 2004 أقرت الحد الأدنى للأجور ب( 225) جنيها في الشهر إلا أن إدارة المصنع تعمدت إضعاف الحد الأدنى إلى 130 جنيها حتى تنهب مستحقات العاملين لساعة العمل الإضافي التي لاتتجاوز 70 قرش ومستحقات نهاية الخدمة . العاملون بلا حقوق ولا ضمانات، تخصم منهم حتى الأيام العلاجية و منحة رئيس الجمهورية في العطلات. ظروف العمل القاسية تفرض فحص طبي و توفير وجبة خاصة توفر للأجنبي ويحرم منها السوداني. § قامت الإدارة بفصل مجلس نقابة العاملين والذين افلحوا عبر الإضراب من إعادة المفصولين، والآن بدأت الإدارة في التخلي تدريجيا عن العمال باستحداث نظام مقاول الأفراد لتوفير العمالة. الإدارة ترى في نقابة العاملين الخطر الذي يتهدد استرقاقهم للعامل السوداني فبدأت عمليات التصفية التي طالت أمين النقابة بدون تحديد أسباب، كل هذا لا يمكن أن يتم إلا بموافقة وزارة العمل واتحاد الغندور، لأنّ " السكات رضا " ولا نملك إلا مقاطعة سيراميك رأس الخيمة تضامننا مع العاملين هنالك. الميدان