[email protected] تقع أبيي في الجزء الشمالي الشرقي لدولة جنوب السودان. وتسكنها تسعة المماليك بطون الدنيكا" نقوك اروب بونق" التاريخية تابعة لولاية ورراب الحاليا التي تعتبر جزءً من بحرالغزال الكبرى والإدارية تابعة لولاية جنوب كفردفان. دنستها القوات الشمالية في مايو عام 2011م ففر سكانها إلى مناطق عدة في دولة جنوب السودان، ولم يرجعوا إليها حتى لحظة كتابة هذه السطورالبسيطة. كنت جالسا في الصف الخلفي لحضور الإحتفال الأول بعيد لميلاد دولة جنوب السودان الحديثة . و خلال هذة الفترة من الزمان حاولت جاهدا أن لا أكتب وأستمتع مع الحضور بالإحتفال. إنه عيد استقلال بلد يسيطر عليه الأجانب في كل شئ دوننا، فهم اكثر الناس استفادة من هذا الوطن. أخذت الكرسي وبدأت أستمع إلى الأناشيد الثورية التي يلقيها الشباب والأطفال يجرون حولي بأيام الصبا ولسان الحال يقول : يا ليت الشباب يعود يوما فأحكي له ما فعل المشيب. في لحظة من اللحظات ،ودون سابق إنذار، جاءت امراة متقدمة في سن وألقت علي التحية كعادة الجنوبيين عندما يريد شخص أن يبدأ الحديث معك في موضوع ما .كانت امراة سمراء اللون على قدر من الجمال. قمت من مكاني وأمسكت بيدها احتراما وتقديرا تبادلنا أطراف الكلام وبادرت بسؤالها وقالت " ميارديت متى سنعدوا إلى أبيي ؟ حاولت أن أهرب من سؤالها ولكنها كانت جدية تنتظرإجابة قطعية مني. قلت لها "لآ أملك إجابة لك يا سيدتي لأنني لست قريبا من حكومة بلدنا كما تظنين ". قالت: أعرف ذلك جيدا أكثر مما تظن أنت ولكن قلمك أقرب إليهم ". صمتت قليلا و قلت لها: "سوف أوصل رسالتك إلى الملايين من الرأي العالمي والمتعاطفين مع قضية أبيي وحكومة جنوب السودان .فأنا أكثر واحد يريد من حكومتنا ان تكون شجاعة وتعلن للجميع عودة النازحيين الى قراهم الأصلية. فمتى يا ترى نعود إلى إلى أبيي؟