د. ابومحمد ابوامنة [email protected] تنزعج قيادات المؤتمر الوطني كلما قامت المنظمات الاجنبية بزيارة لشرق السودان الغرض منها تقديم العون الانساني بعد دراسة للوضع المأساوي هناك. تنزعج لانها ظنت بانها بشرائها قيادات جبهة الشرق وتقديم المناصب والمال لها، انها أطفأت بركان الشرق وضمنت جانبه. ولكن هيهات. ان خانت قيادات بالقصر الجمهوري القضية, ففي الشرق ابطال لم ولن يرموا السلاح حتي تحقق امالهم في حياة حؤة سعيدة، لا اضطهاد فيها ولا استعلاء. ان هدأ البركان اليوم, فانه قد ينفجر في اي لحظة، فالويل حينها للعصابة الاجرامية. انهم يتفاخرون بما بادعاءات ان ما يسمي صندوق انماء الشرق قد حقق المعجزات. والمعجزات هي بيانات واحصائيات ينشرونها من حين الي آخر. وعلي ارض الواقع يدرك حتي طلاب المدارس الابتدائية ان صندوق الانقاذ لم يحقق اي تنمية، بل اتخذ كسنارة لصيد الدولارات التي ترسلها الدول والمنظمات الانسانية لتدخل في جيوب الانقاذيين. يكفي التصريحات التي يدلي بها قادة جبهة الشرق التي تنفي وجود اي تنمية وان السلطة لم تمد الصندوق بالمال الذي التمت به في الاتفاقية المشئومة، هذه التصريحات ادلي بها العديد من القادة نذكر منهم ادريس محمد نور, صلاح باركوين, عبدالله موسي. ان الشرق تعبان للغاية ويعيش اوضاع مأساوية تدمي القلوب، ولذلك تحاول السلطة الاجرامية ابقاءه معزولا وبعيدا عن الاضواء. لا تسمح بزيارات الاجانب الناشطين بالمنظمات الانسانية له. بل هي في خطوة غاية في الاجرام قامت بطرد منظمات العون الانساني من الشرق. كانت هذه المنظمات تمد الانسان في الاماكن النائية التي لم تصلها يد حكومة الخرطوم بالغذاء وبالدواء وبالماء الصحي وبالتحصين وبالتنمية البسيطة منذ عشرات السنين. واعتاد عليها الناس. ومن المعروف للجميع ان الاوضاع الانسانية هي الاسوء في السودان ان لم يكن في القارة كلها. رسم تقرير حكومي رسمي صدر عن وزارة الصحة ونشر بجريدة الصحافة بتاريخ 24 نوفمبر من العام الماضي صورة سوداء عن الوضع الصحي فى البلاد، واظهرت نتائج مؤشرات المسح السوداني لصحة الاسرة، معدلات وصفت ب(المزعجة) فى مجالات سوء التغذية وسط السكان وارتفاع معدلات وفيات الاطفال والامهات، وبلغت معدلات وفيات الاطفال دون سن الخامسة 78 حالة وفاة وسط كل 1.000 حالة ولادة حية، بينما بلغت نسبة وفيات الامهات 216 حالة، وسط كل 100 الف حالة. تتفق التقارير التي تنشرتها اليونسيف ومنظمات العون الانساني مع احصائيات وزارة الصحة وتؤكد ان نسبة سوء التغذية في شرق السودان هي الاعلي في السودان، وانها رأت في الشرق اوضاع غاية في القسوة لم يسبق لمندوبيها ان رأوها في موقع في العالم. ان المنظمات تعمل في مناطق هي خارج اهتمام سلطة الخرطوم وتقدم الدواء والماء والغذاء والتوعية الصحية وتحسن صحة البيئة. Eastern Sudan has been mostly affected by the expulsion of the IRC, Oxfam GB and Save the Children UK. These were among the very few international agencies working in Red Sea and Kassala states, and the expulsion hits some of the poorest and most marginalised communities in the country. http://www.alnap.org/pool/files/ALNA...udan_Paper.pdf جن جنون سلطة الانقاذ حين سمعت بهذه التقارير، فبدلا للاستجابة لمتطلبات الواقع قامت بطرد المنظمات من الشرق، وكأنها بهذا تحل مشاكل الاوضاع المأساوية هناك. ان طرد المنظمات يعتبر جريمة انسانية, بل حرب ابادة لانسان الشرق الجائع الممكون. حتي بعد الطرد لم تقم السلطة بواجبها نحو انسان الشرق, وتركته وحيدا يعاني من السل وضعف الدم والموت البطيء والاهمال، لانها تنوي افناءه. ان السلطة الاستبدادية تتباهي بانجازاتها الوهمية في الشرق مع اهمالها التام لابسط واجباتها لحكومة نحو اقليات تسكن في الهامش. لا يزعجها قط عندما تكتسح السيول القري وتهدم المنازل وتغرق المزارع وتقتل الانسان والحيوان. انها لاتحرك ساكنا, كما كان في جنوبطوكر, وبورتسودان, وكسلا, حتي عندما تشرد السيول عشرات الآلاف من العوائل وتهدم منازلهم وتركض المياه ويتكاثر البعوض والذباب مما يؤدي الي من انتشار الأمراض والأوبئة. انقاذ الناس لا يدور بخلدهم، هم يفكرون بالحج الي بيت الله وبتنظيم الكرنفالات السياحية والحفلات وبالفن والغناء والرقص. اما المعاناة والسيول والذباب والباعوض والاوبئة بلا يهم, لهم اهتماماتهم الخاصة، ولنا مشاكلنا الكثيرة المعقدة. هذه بعض الملامح من الاوضاع المأساوية في الشرق والسلطة تحاول المستحيل للتستر عليها، فقامت بطرد المنظمات الانسانية ومنعت حضور الخبراء الاجانب الي الشرق التعبان. ان ابناء الشرق الشرفاء لن يسكتوا، انهم سيضعون يدهم مع كل القوي الساعية لتغيير النظام وتشييد السودان الديموقراطي الذي ينتهي فيه الاذلال والاستعلاء ومص الدماء والتهميش.. سودان يرفرف في سمائه علم الديموقراطية والعدل والمساواة والمحبة والسلام.