في يوم 4 ابريل من العام الماضي كتبت: اطل علينا العضو المنتدب لشركة سكر كنانة محمد المرضى التجاني ليقول لنا إن صادرات الايثانول تأتى في المرتبة الثالثة بعد الثروة الحيوانية والذهب مما يعطى القيمة المضافة للقصب، مبيناً أنها بلغت 47 مليون دولار في السنة، وان إنتاج الايثانول يبلغ 60 مليون لتر فى العام بطاقة 200 ألف لتر فى اليوم واستهلاك 240 ألف طن مولاص، وقال إن الدولة تعتمد على صناعة السكر بنسبة كبيرة فى ايراداتها، مؤكدا أن سعر جوال السكر من المصنع اقل بنسبة 50 % من السوق وان ال50 % الاخرى رسوم حكومية، مشيرا إلى أن أرباح كنانة للعام الماضي بلغت مليار ومائة مليون جنيه عملت على اعادة استثمار 600 مليون جنيه منها في توسعة المصنع . المهم ضحكنا من تلك التصريحات وسخرنا منها ووقفنا في مقامها في ذات هذا المكان ونعود اليوم وقد جاء في الأخبار: يفتتح الرئيس عمر البشير الخميس القادم مشروع سكر النيل الأبيض رسميا والذي ينتج 450 ألف طن سكر في حالة العمل بطاقته القصوى وزيادة المساحة المزروعة من القصب من 35 ألف فدان إلى 165 ألف فدان. وتوالت التصريحات في سودان التصريحات وكلها تعيدنا إلى مقولة السودان سلة غذاء العالم واننا سنأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع! فقد جاء في استطلاع ل(الرأي العام) عدد الاثنين(2 أبريل العام الماضي) اجرته وسط الدوائر الاقتصادية وقطاعات الصناعة والتجارة والخبراء عن ترحيب واسع بافتتاح مشروع سكر النيل الأبيض والذي يعد أضخم عمل تنموي وأكبر مصنع متكامل لصناعة السكر في العالم، وتوقعت الدوائر الاقتصادية أن يؤدى افتتاح المشروع إلى توفير(16) ألف فرصة عمل وتوفير مدخلات الانتاج للصناعات الغذائية التي تعتمد على السكر كمدخل إنتاج، وتوفير السلعة للمواطنين وتضييق الفجوة في الاستهلاك إلى جانب تخفيف الضغط على النقد الأجنبي... من جانبه وصف بلال يوسف وكيل وزارة الصناعة مشروع سكر النيل الأبيض بأنه من المشروعات القاطرة التي تساهم في التنمية الصناعية والاقتصادية والاجتماعية، واعتبر بلال افتتاح المشروع انجازا كبيرا لسد الفجوة في السكر وإحلال الواردات بانتاج (450) ألف طن سكر كان يتم استيرادها بنحو (360) مليون دولار واليوم وبعد عام نطالع: أعلن المهندس عبد الوهاب محمد عثمان وزير الصناعة عن اكتفاء البلاد ذاتياً من إنتاج السكر العام القادم مضيفاً أن المشاريع الجديدة والتي اكتملت دراستها ستسهم بإنتاج 2 مليون طن بجانب دخول شركاء جدد لمضاعفة الإنتاج وتوسعة المصانع زيادة العمل، مؤكداً الأولويات في زيادة الطاقة في مشاريع السكر وتنويع الإنتاج بالكهرباء والأعلاف والألبان. هل حقيقة سنكتفي من السكر في العام القادم؟ وهل سيصاحب الاكتفاء انخفاض في سعر السكر؟ ان حكاية السكر حكاية متكررة... وعندما يأتي شهر رمضان وفي كل عام نعاني من ازمة في السكر... ويوزع السكر عن الطريق الدفع المقدم أي تدفع ثم تستلم وربما تدفع ولا تستلم كما حدث لشخصي الضعيف. والله من وراء القصد [email protected]