د. مقبول التجاني هذه دعوة مفتوحة لتأسيس حركة اجتماعية جماهيرية ضخمة تخاطب هموم المواطن السوداني في كل الأقاليم و قضاياه الاجتماعية بعيدا عن الأيدولوجيا السياسية. و هي أيضا دعوة لانشاء تحالف عريض يضم كل الديمقراطيين الاجتماعيين و غيرهم ممن ضاقت بهم مواعين العمل الحزبي و قوالبه التنظيمية في السودان. ليس بالضرورة أن نطلق علي هذه الحركة اسم معين كحزب الشاي أو تحالف قوس قزح و لكن الاسم بالضرورة يجب أن لا يتم صبغه بأي صبغة أيدولوجية أو دالة لأننا في عصر أصبحت فيه الفكرة و الأدوات و الوسائل أهم من الأسماء و المصطلحات. هي أيضا دعوة للسياسة الاجتماعية الناعمة التي لم يختبرها السودان من قبل و الذي كانت و لا زالت تمارس فيه سياسة العنقالة و الجلابة و الملاواة و المصارعة و الشعارات. هذا النوع الجديد من السياسة تستخدم فيه بالضرورة أساليب و وسائل عمل جديدة كالرياضة و الثقافة و الفن و الموسيقي و السينما بالاضافة الي بعض الوسائل القديمة التي تعني بالعمل الخيري و تنمية المجتمع مستخدما في ذلك الوسائل و الوسائط الاعلامية المختلفة. هذه الحركة الجديدة المبتغاة لكي تكون ناشطا بها لا يتطلب منك الأمر استمارة عضوية أو تغيير في أفكارك الخاصة. فقط عليك المشاركة و اثراء النقاش و دعوة أصدقائك و ابراز قضاياك المحلية في الحي أو القرية أو المدينة المعنية أو حتي القضايا القومية. كما لا ينبغي لها أن يكون علي رأسها قيادة مركزية و انما تتكون من مجموعات شبابية مختلفة محلية و قومية هي بذاتها التي تحدد أجندتها و أولوياتها المرحلية. هذا المنبر الاجتماعي الثالث ينبغي أن يمثل وسيلة ضغط للمطالبة بحلول سريعة للمشاكل التي تواجه المواطنين عامة و الشباب خاصة مستخدما في ذلك العمل الجماهيري و تنظيم الاحتفالات عن طريق المتطوعين. هذه الحركة ينبغي لها أن تكون حركة ضمير و صوت مجتمع عاني ما عاني من التضليل و شراء الجهل و المتاجرة بقضاياه من قبل السياسيين و ذلك من أجل كسر الحلقة الشريرة و اخراج المجتمع من دائرة الاستقطاب الحاد المزدوج و التكلم باسمه و المتاجرة و المزايدة علي حوائجه الأساسية من غذاء و تعليم و خدمات صحية و رعاية اجتماعية. أيضا تسعي الي خلق قيادات اجتماعية جديدة تعبر عن رغبة مواطنيها في كل أنحاء السودان و ذلك من أجل نزع وصاية السياسيين في الحكومة و المعارضة و تدثرهم بثوب خدمة المواطن. هذا الحراك الجديد غاياته المرجوة هي مجتمع معافي و فرد فاعل و واعي بحقوقه و واجباته.