صدق القائل: إن المصري لا يعطيك نعجته إلا ليأخذ منك الثور و الجملا و قديما قال عنترة: لا تسقني ماء الحياة بذلة بل فاسقني بالعز كأس الحنظل ما فاق البشير من الصفعة المهينة له بالسعودية حتى أردفها له فرعون مصر بمقابلة باردة لا ترقى للمستوى الرئاسي كما هو متعارف عليه و قبلها في قطر رفض أحدهم الجلوس إلى جوار البشير بوصف البشير مجرما تطلبه المحكمة الدولية دون أن ننسى (كبة زوغة نيجيريا) و اعتذار الأردن عن مقابلته و رفض منحه تأشيرة دخول للولايات المتحدة الأميركية لحضور اجتماعات الأممالمتحدة. و لكن دعونا ندع البشير الذى بدا أن تخانة الجلد لديه باتت لا تؤثر عليها المؤثرات و إن استقبله أو ودعه نائب أمير منطقة يعني يساوي عندنا نائب والي أو يجلس في معية السيسي في غياب تام لعلم السودان بينما العلم المصري يرفرف (بقصد في منطقة حلايب) التي قال البشير قبل أقل من شهر أنها سودانية دعونا ندع البشير و نتناول الأسباب التي دعته للسفر إلى مصر و لقاء رئيسها .. قلنا مرارا و تكرارا إن السودان لم يستفد قديما و لا حديثا من العلاقات المصرية المزعومة .. وافق عبود بغرق حلفا من أجل إقامة السد العالي .. شارك الجندي السوداني في حروب مصر ضد اسرائيل .. اكتفى السودان بنسبة 18% مقابل 55% لمصر من حصة مياه النيل .. السودان يصدر لحوما و حبوبا مقابل فشار و مسلسلات باتت (بايرة) في السوق العربية و الآن يقول البشير اتفقنا على وضع النقاط الخلافية جانبا .. دعونا نلقي نظرة على بعض من تلك النقاط الخلافية الموضوعة جانبا .. تناسي قضية حلايب التي احتلها المصرييون و باتوا لا يقبلون بمجرد الحديث في شأن التفاوض عنها .. إنشاء سد النهضة الذي يعارض المصرييون على قيامه كان من الممكن أن يكون إنشاء هذا السد ورقة رابحة للدبلوماسية السودانية إما كهرباء من الحبشة للجانب السوداني مقابل الموافقة السودانية على قيام السد أو خروج المصريين من حلايب في حال معارضة السودان لفكرة انشاء السد و لكن يبدو أن السودان سيخرج فارغ اليدين في الحالتين. البشير اللاهث وراء السند السياسي المصري تجاه علاقات السودان الخربة دوليا كان عليه أن يدرك أن المصريين لا يملكون لأنفسهم ضرا و لا نفعا .. بل هم الذين يمدون أيديهم صباح مساء يرجون العطية بلا استحياء على المستويين الرسمي و الشعبي .. فرية الحريات الأربعة و التي هي حق التنقل و التملك و الإقامة و العمل لا تفيد السودان في شيئ فمصر منفجرة سكانيا لدرجة أنهم زاحموا القبور و أسطح البنايات أما حق التملك فلا يستطيع الفرد السودان تملك أي عقار إلا كان ذلك الفرد كوزا يغرف بالتقيلة من الميزانية السودانية العجفاء و حتى حق العمل بات ضرب من المستحيل نسبة للبطالة العالية في مصر و ضيق فرص العمل بها و مثله الإقامة. إذا هذه الحقوق الأربعة مفصلة للمصلحة المصرية دون السودانية بدليل أن ملايين المصريين وصلوا السودان للإقامة و العمل بينما غالب السودانيين القاصدين مصر إما للدراسة أو العلاج و كلاهما إقامة مؤقتة. الرابح من هذه الزيارة هو الجانب المصري الذي سيعمل على ايقاف الخطر الإخواني المحتمل من الجانب السوداني. عضت مصر اليد السودانية المانحة لها أكثر من مرة لعل أقربها أحداث مباراتها ضد الجزائر .. دون أن ننسى تعذيب و قتل النساء و الشيوخ و الأطفال من اللاجئين السودانيين لديها بميدان مصطفى محمود بتاريخ الجمعة 30 ديسمبر 2005 . مطالبنا من أيما حكومة وطنية قادمة هو مراجعة العلاقات السودانية المصرية إما أن تكون بمايير واضحة تصب في مصلحة البلدين أن لا تكون علاقة البتة كالتي هي حادثة اليوم أما الرئيس فاقد الكرامة الراجع بذل و إهانة فهو لا يمثلنا و إنما يمثل عصابته المجرمة. شريفة شرف الدين [email protected]