قاعدة عامة لا تتغير تقول ان الشعوب هي التي تصنع الثورات وتقودها والي جوارها قاعدة جانبية تقول ان الثورات تاكل بنيها ونضيف ان الشعوب هي التي تصنع الطاغية والدكتاتور الذي يجلس في عرش قاعدته صدور الجماهير ويكتم علي انفاس شعبه ويحرمه من ابسط حقوقه ولنا في تجربة حكم انقلاب 25مايو 1969 بقيادة النميري والانقلاب حملته قوي سياسية وان كانت لم تتبناه بصورة كامله ويببدو لضعفها او صراعها تمكن من ابعادها وانفرد بالسلطة كاملة فظهر ادب الدكتاتورية والدكتاتور في يا حارسنا وفارسنا فبدلا من ان يكون الشعب هو الحارس والفارس جرت محاولات لتقديم الفرد الحارس والفارس والمنقذ ومع مرور الوقت ظهر ان الشعب قسم لنميري نعم وابوكم مين ورئيسكم مين ودائما نميري حاضر والتاريخ لايعيد نفسه ولكن الاحداث تتشابه وشعب السودان وتحديدا احزابه وقواه السياسيه والمجتمع ومنظماته الان يتكرر المشهد دون ان يتطابق فما الذي يدفع المؤتمر الوطني الي تقديم مرشح حكم لخمسة وعشرين عاما فذلك لا مرجعية له في الديمقراطية او الشوري واقرب مثال نجده في الملكيات او في الجمهوريات الملكية ومثال لها انتقال السلطة في سوريا من حافظ الاسد الي بشار حافظ الاسد بعد ان عدل الدستور في يوم واحد وعدلت لائحة حزب البعث حتي ينصب بشار الاسد وعلاقة تنظيم الاخوان المسلمين بالديمقراطية اشبه بعلاقة الحراز والمطر في الجزائر اوائل التسعينات من القرن الماضي قبل ان تعلن نتيجة الانتخابات كاملة صرحوا انها اخر انتخابات تجري في الجزائر لأن الديمقراطية لا موقع لها في ايديولوجية الاسلام السياسي وسبق ان اعلن نظام الانقاذ ان قيادته زاهدة في السلطة وان اصلاحا يجري داخل المؤتمر الوطني من نتائجه تقدم الشباب لقيادة الحزب والدولة وعندما جرت الاطاحة والابعاد لقادة الصف الاول ظن الشارع ان قيادة الدولة والحزب وقد اضحوا كهولا سوف يتقاعدوا ويسلموا القيادة لجيل الصف الثاني فالتقدم في السن ينبغي ان يوضع في استمارة الترشح للرئاسة حتي لا نقع في ما وقعت فيه الجزائر من رئيس علي كرسي متحرك كهل تحاصره الامراض يبقي في فرنسا للعلاج اكثر من بقائه في بلاده وهناك تجارب في دول مجاوره من بقاء القيادات طويلا فيفقد القائد الذاكرة ويفقد شعبه وبلاده الذاكرة الجمعية فالذين حدثونا طويلا عن الشوري وان السلطة عبادة وانها لا تمنح لمن طلبها كيف انقلب التنظير الي تشبث وكنكشة غير مسبوقة! حامد احمد حامد kitmaf59@yahoo com