درج قادة المؤتمر الوطني على إطلاق تصريحات تكشف عن ذهنية الوصاية والتعالي، وليس عن ذهنية قادة يعملون وفقا لمؤسسات تدير الشأن العام طبقاً لأحكام القانون, قال الرئيس البشير إنه سيعطي الضمانات لقادة الحركات المسلحة للحضور للداخل والمشاركة في (الحوار الوطني) بينما قال نائب رئيس الجمهورية حسبومحمد عبدالرحمن أنهم يرحبون بعودة الصادق المهدي دون شروط ولن يواجه بالاعتقال... مع ملاحظة أن بعض قادة الجبهة الثورية يواجهون أحكامًا بالإعدام, بينما رئيس حزب الأمة قد شرعت حكومة المؤتمر الوطني في إجراءات للقبض عليه عبر البوليس الدولي كما قيل!!. قادة المؤتمر الوطني مصابون بضعف الذاكرة وداء التخبط, واستمرأوا إطلاق الكلام دون التقيُّد بمعايير الحكم وإدارة الشأن العام, ذلك لأنهم استباحوا مؤسسات الحكم واستضعفوا سلطة القانون وأصبحوا هم الدولة والدولة هم ؛ وظنوا أن المعارضة رهن تصريحاتهم الساذجة، وأن مجرد إطلاق تلك التصريحات سيجعل قادة الحركات المسلحة يهرولون صوب الخرطوم, ولو كان الأمر كذلك لما إنعقدت جولات المفاوضات جولة تلو أخرى دون أن تصل لنهايةٍ ترضي الأطراف المتنازعة، وظنوا أن كلامهم لن يتم تقييمه بمعيار المجتمع الدولي الذى يأخذ تصريحات المسؤولين بكل جّد لإنعاكسه المباشر على سير عمليتي الحرب والسلام. إضافةً إلى أن النظام يمارس انتهاك حرية التعبير بشكل متعسِّفٍ، ويضيقُ حتى بالصحف التي تقع في خانة الموالية له, لأنه يقود السودان بأنفاسٍ متقطعة وينظر برعب في كل الإتجاهات فبات يخاف من الكلمة مثلما يخاف من إطلاق النار. المؤتمر الوطني يدرك أنه الآن في جانب وكل شعب السودان في جانب وهو في عزلة تامة، وإمتد العصيان والغضب حتى وسط عضويته، ولن تفيده المناورات, لقد وصل السودان ومواطنوه لمرحلة اللاعودة ولابد من التغيير الجذري حتى نستعيد حقوقنا كمواطنين وتتحرر إرادتنا من قبضة نظام القرون الوسطى. الميدان