هنا او هناك لكم ايها الاحباب اجمل التهانى.... بمقدم الشهر الكريم بعد ايام معدودة ،هذا الضيف الرحيم القادم من بين الايام الهاربة ....ينتظرنا او ننتظره بنفحاته الطيبة الكريمة ، وخيراته العميمه.... واجره العظيم ( حبابك عشرة) نزلت سهلا وقدمت اهلا. يعيد لنا كثير من حلاوة (اللمة) ،وسماحة الروح السودانية لمسة منه تأخذنا الى كل زمن جميل الى تلك الحيشان الواسعة ، والشوارع المفروشة بالكرم الاصيل وبليلة (المباشرة) ، وبروش الخير (المليانة) باليقين وسترة الحال والايثار رمضان التكافل بين بساطة ( القعدة) بين اهلنا الرحماء، وحفاوة التلاقى بدون تكلف. اشواق الغبش سلامة الصدور رغم ظروف الحياة وقسوتها ،وتجاوزاتها لانسانيتنا بفعل الغلاء الطاحن ، ولكن رمضان بعبقه وروحانياته يذهب عن النفوس الكثير من شجون الدنيا وارقها وحساباتها المتداخلة ، ويعيد لها بعض من توازن ايمانى ، سلبته التقلبات الحياتية ، لتتحرر الارواح المتعبة من استعباد النفس ( المعصورة ) بالدنويات . رمضان فى ارض الغبش نسمة بر حميمة ،ودفقة امل تملا القلوب قبل ( المواعين) ،لاتعرف الطيبة بينهم المسافة جارك القريب ولا ( ود امك البعيد) هكذا تكون مواثيق العلاقات ( السمحة) ،لاتتقيد بالقوانين والاتجاهات الاجبارية، تجدها بدون احتكار ،متوفرة تدخل البيوت مثلما تطوف رائحة (الحلو مر) وصحن ( العصيدة) وملاحات ( التقلية) بين الانفاس تغمرك بينهم روعة الالفة قبل انواع الاكل واصنافه فهم البساطة الجميلة الغنية بالمعروف ،و مثلما تمتد (الكبابى) لك مليانة بعصير التبلدى والعرديب والكركدى، تتناول معهم فاكهة الطيبة حسن الطوية وسلامة الصدر، لتطوف عليك انية من الترحيب فى (فناجين) القهوة الممزوجة بنكهة (جنزبيل) المحبة والاشواق. . لا انسى ونحن فى سفر من مدينة الى اخرى ، فى شهر رمضان المبارك ، لما حانت ساعة الافطار لاحت امام سيارتنا (عمامة ) كرم سودانية بيضاء من غير تكلف، لم تكن على رأس احدهم ولكنها كانت ممتدة امامنا بعرض الطريق (لتجبرنا) على التوقف لدعوة (لمة حميمة )، تستأذننا بالتوقف لنتناول وجبة الافطار معهم وبينهم فهم قوم تعلموا ان لا طعم للاكل بدون ضيوف فالبعض (كبرت اهدافه) يبحث عن الاجر..مضياف يبتغى مرضاة الله عز وجل ، كرم ( حاتمى) سودانى المنشأ.. لا يعرف الحدود ، حفظ الله الوطن من التشتت والتشرزم والضياع ، وحفظكم جميعا، ورمضان كريم. [email protected]