بسم الله الرحمن الرحيم جاء علي لسان الأستاذ/ علي عثمان محمد طه الذي تولى عدة وزارات منذ ذلك اليوم من ذلك الشهر من ذلك العام قبل 26 عاما، ووصل لدرجة النائب الأول لرئيس الجمهورية الانقاذية التي أتت من أجل الضعفاء من أبناء هذا الشعب "الفضل"، بعد قاد المحادثات الاتي أدت الي انفصال جزء عزيز من الوطن ، جاء علي لسانه بالصحف السيارة والالكترونية أن الحكومة (حكومة حزبه) لن تستطيع حل مشكلة (قفة الملاح)، أي سلة الغذاء،حتى وان بقيت في الحكم لخمسين عاما قادمات!!!! يا للإحباط والحسرة و يا للهول. أنا كمواطن ضاع من عمري 26 عاما كنت فيها آملا في تحسين حالة الوطن والمواطن بعد كل هذا العناء والدمار والمهانة والوعود والتجارب والانفصال والتضارب في السياسات العامة والاقتصادية والذلة والاهانات، شعرت بأن هذه السنوات أصبحت هباءا منثورا!!! ان كان هذا هو رأي رجل من الداخل (خالص)، يعني من جوة، يعني من بيت الكلاوي، فهل نستطيع أن نغالطه فيما يرى!ّ!! لكن العقل يقول أننا نعيش في بلد يزخر بكل امكانيات الدول المتقدمة موارد خام و عقول وعلم وموقع استراتيجي..الخ من كلام ناس الاقتصاد،، لكننا (نقبع) في القاع بكل المعايير. أين يكمن العيب؟ أهو فينا؟ أم في من يحكمنا؟ أي من يديرون أمورنا (وكمان غصبا عننا)،وماذا يريد هؤلاء الحكام منا بعد أن صبرنا عليهم 26 عاما و(انتزعوا) خمس سنوات جدد بخبث شديد وخداع وتناقضات مكشوفة للطفل قبل الكبير؟ والله يستر من الجايات. نقول للأستاذ من أين لك هذه القدرة علي (التنبؤ) بهذا الأمر؟ لا نريد أن نكرر ما قالة الزعيم الراحل محمد أحمد المحجوب لمن قال بأنه يتنبأ بحدوث كذا وكذا. فما كان من الزعيم الذكي السياسي الا ان رد عليه ردا أفحمه وجعله يسحب مقولته. ما هي المقولة؟ أسالوا غيري حيث لو كتبت في هذا المقال ستحذف أو يمنع نشر الموضوع نفسه!!!. ام يكون ذلك بسبب (معرفتكم بمقدرات) الحزب لحاكم وبرنامجه؟ أم بسبب أن هذ الأمر(القفة) في الأساس ليست من أولوياتكم؟ أم أنه ليس ضمن الأجندة قصيرة أو طويلة الأمد؟ لم يمر هذا الشعب الكريم بمشكلة تتعلق بقفة الملاح منذ مجاعة سنة ستة!!! قبل الاستعمار أو حتي ذلك اليوم الذي ارتكبتم فيه أكبر غلطاتكم (طبعا ما في داع لتحديده).... هذا الشعب كان يأمل فيما هو أكثر من قفة الملاح. كان يأمل في أن يصبح شعبا من شعوب الدول المتقدمة نظرا لما يملكه من امكانيات مادية وعقلية وكبرياء (شعب عارف عز نفسه). ببساطة كده، ما هي مكونات حلة الملاح، أساس قفة الملاح. اللحم والبصل والزيت والصلصة/الطماطم، والخضار والبهارات. بقية الصينية في الغالب هي السلطة، وفي البيوتات ذات الدخل العالي بعض النواشف من لحم (محمر أو مشوي) و دجاج او سمك، كما يفضل البعض وجود الأرز أو المكرونة أو المحشي. شوية شوربة تتم الناقصة. هذا بالإضافة الي الكسرة أو الرغيف أو القراصة او العصيدة. هذه الأخيرة لا تتطلب أكثر من الملاح ووراها كوز موية كارب وان أمكن كباية شاي. . معليش يا جماعة المحرومين والصائمين آسف جدا ان كنت قد ذكرتكم بأشياء أصبحت من متطلبات الجنة. مش هم الحكومة، وصرحوا عديل كده أنهم ما بيقدروا علي توفيرها لينا، ونحن ما بنعرف أكثر من الحكومة!! زماااان، عندما كنا صغارا، كان متوسط الاسر تصرف ما بين 30 - الي 50 قرشا يوميا مقابل قفة الملاح. أما الأسر التي تصرف من 50قرشا حتى واحد جنيه يوميا معدودة (بذخ شديد). اغلبية الأسر تصرف أقل من 25 قرشا في اليوم. كيلو اللحم لا يتعدى 8-12 قرشا. أجعص خضار لا يتعدى قرشين، عدا الطماطم (المجنونة). أكبر ديك 10 قروش، كيلو السمك 5-7 قروش، جوز الحمام2.5 قرش، رطل اللبن قرش واحد، وبعد الظهر 3 رطل بقرشين. الرغيفة أكثر من 200 جرام بقرش واحد، وكيلو الجبن 8 قروش،والطحنية 4 قروش، ورطل السكر بقرشين، وجالون البنزين 12 قرشا، وتذكرة البص قرش واحد ، والطراحة من الديوم حتى سوق الخرطوم قرشين ونصف. نرجع للموقف الراهن، ونفند لماذا لا تستطيع الحكومة توفير قفة الملاح حتى بعد 50 سنة. فلنبدأ باللحم. نحن من أغنى الدول في قطاع الثروة الحيوانية. حسب الاحصائيات وبعد انفصال الجنوب، لدينا أكثر من 100 مليون رأس، ونحن 32 مليون نسمة. يعني أن كل منا نصيبه 3 رؤوس. بالنسبة للزراعة فنزرع حوالي 40 مليون ان مروي ومطري بخلاف الزراعة الشتوية والبساتين علي ضفاف النيل. الخضروات تزرع طوال العام البهارات تزرع شتويا ، أغلبها بالشمالية. بالنسبة للكسرة والعصيدة ليست لدينا اشكالية حيث نزرع مساحات ضخمة من كل أصناف الذرة الرفيعة. أما محبي القراصة فهم يزرعون قمحهم الخاص بالقراصة وهم من مواطني الشمالية، ولا يعتمدون علي قمحكم المستورد (المسيخ). الأرز المكرونة لا يعتبران من أساسيات قفة الملاح، وأغلب الأرز كان يستورد من مصر وباكستان، والكيلو لا يتعدى 5 قروش. عليه كل مقومات قفة الملاح متاحة وبوفرة شديدة ولا تخضع لعمليات التصدير والاستيراد والدولار بأنواعه ومسمياته وأسعاره المتعددة. المشكلة اصبحت في الأسعار المفتعلة والسياسات المالية وغير المالية الخاطئة بما في ذلك تقنين (الاحتكار)، وبواسطة شركات أو أفراد يتبعون للنظام الحاكم. الانتاج وفير، ولا نرى تصدير سوى في قطاع الحيوان، فلماذا لا تتوفر السلعة للمواطن وبأسعار في متناول يده؟ هل يصدق أحد ان كوم الباذنجان الأسود يصل الي 10 جنيهات (بالجديد)؟ العجورة الي 5 جنيهات، وكيلو اللحم الى 75 جنيها (بالجديد)، يعني أعلي من سعره بمصر الدولة المستوردة للحوم منا؟؟!! هل يعقل أن يعلن عن (العدس والأرز) بإعلانات التلفاز!!! يا ترى متى سنرى اعلانات البصل والكجيك!!!! كل أسعار المواد المذكورة أعلاه المكونة لقفة الملاح ارتفعت آلاف المرات ، من بضع قروش الي جنيهات، ثم آلاف الجنيهات. عليه، السؤال هو المشكلة وين؟ في عملتنا؟ في فشل الدولة في ادارة الاقتصاد؟ أم فشلها في التحكم في السوق؟ والسؤال الأكثر الحاحا و(خبثا): هل تريد الدولة التحكم في السوق في ظل احتكار قيادات الحزب الحاكم لهذا السوق؟؟!! ان كان السبب هو تدني سعر العملة مقابل العملات الاجنبية،. وين فهذا بالضرورة يشير الي ضعف السياسات الاقتصادية والسياسية، خاصة وضع الدولة في حالة حرب مستمرة وفي عدة جبهات.هنا يصبح الاقتصاد هشا، بالضرورة تلجأ الحكومة الي الجبايات وزياد الضرائب وضعف المرتبات/ وبالتالي تصبح قفة الملاح هي الضحية، خاصة الاطفال و احتياجاتهم من الألبان ومشتقاتها. أكاد أراهن علي أن غالبية أطفال السنوات العشر الأخيرة لا يعرفون طعم اللبن، في حين أن ابناء وبنات الأستاذ وأحفاده وحفيداته ينعمون بكل منتجات شركة المراعي السعودية، والفاكهة المستوردة بأنواعها بما في ذلك الكيوي والكاكا والقشدة والأناناس ..الخ. نحمد الله علي أنه قدر للسودان أن يكون قريبا من دول الخليج العربي خاصة المملكة، والا كان مصير الشعب الفضل هو الهلاك. هل علمت الآن يا سيادة النائب الأول السابق من أين يأكل الشعب الفضل ومن أين يكتسي. بارك الله في المغتربين الذين أدركوا مسبقا)ا بأن مثل هذا اليوم سيأتي، ولن تستطيع الانقاذ (انقاذنا). أللهم نسألك اللطف (آمين).