من هي (عايده) التي حملت الأوبرا إسمها في العمل الدرامي الموسيقي الضخم المعروف بإسم (أوبرا عايدة) ؟ إنهاأميرة إثيوبية وقعت في الأسر لدى المصريين في فترة إشتد فيها الصراع السياسي بين أثيوبيا (الإسم القديم للسودان) وجارتها المخاصمة مصر ، زادها شحنا الصراعات الشخصية بين أميرات البلدين . لقد وقعت عايده إبنة الملك السوداني (أموناسرو) في الآسر ربما بسبب عدم مبالاتها كونها صغيرة ، لكن كان لديها من الحكمة ما يكفي لعدم كشف هويتها الحقيقية. في (مفيس) أجبرت عايده على العمل كوصيفه في قصر الأميره (أمنيريس) إبنه الملك المصري .هنالك أعجب الكثيرون من آسريها بجمالها ورشاقتها وتشاء الاقدار أن يقع في حبها القائد المصري (راداميس) الذي بادلته ذات الشعور ، لكن (أمنيريس) كانت تحب أيضا (راداميس) على آمل الزواج به . توالت الأحداث بعد ذلك فعين الملك (راداميس) ليقود الجيش ضد إثيوبيا وهنا تنازع (عايده) صراع عميق في داخلها بين حبها لبلدها وحبها لراداميس . ذهب راداميس إلى الحرب وحقق اهدافه فيها ثم عاد إلى مصر فرغب الملك في مكافأته بتزويجه إبنته ، مما أربكه وأوقع الحزن في قلب (عايده) . عند عودته من إثيوبيا كان قد جلب معه عددا من الأسرى كان من بينهم الملك (أموناسرو) الذي أوعز لإبنته بأن تستكشف الأسرار من (راداميس) . هنا أسرت عايده إلى راداميس بضرورة الهرب حتى يتمكنا من العيش معا ووافقها لأن حبها كان قد إمتلك قلبه فدلها على طريق سري للهروب وخرجا عن ذلك الطريق وكذلك فعل الملك (أموناسرو) ، غير أن الأمر إنكشف بظهور الأميرة (أمنيريس) التي يبدو أنها أحست بالخطر فأعتقل (راداميس) وتمكنت هي وأبيها من الخروج قبل أن يقبض عليها. هنا بدات الأميره في مساومة (راداميس) طالبة منه الزواج في مقابل نجاته من الموت ، غير أنه رفض وآثر الموت ليدفن حيا في قبر عميق ولدهشته وجد أن (عايده) التي أعتقلت لاحقا قد تسللت إلى القبر قبله ليفضلا الموت معا . إن نهاية قصة (عايده) تشبه تراجيديا (شكسبير) الكلاسيكية التي يذهب فيها المحبين ضحايا للصراع بين الدول . لكن يبقى السؤال ماهي قصة (أوبرا عايده) . أصل القصة يعود إلى مخطوطة تتألف من أربعة صفحات عثر عليها عالم الأثار الفرنسي (أوغست ماريتا) في وادي النيل . من وحي المخطوطة ألف عالم المصريات الفرنسي (ميريت باشا) قصة وكتب نصها الغنائي (جيسلا نزوني) وبعد ترجمتها سلمت إلى الموسيقار الإيطالي (فيردي) في عام 1870 م لكي تلحن بطلب من (الخديوي إسماعيل) . عرضت أوبرا عايده لأول مرة على مسرح دار الأوبرا القديمة عام 1871 ثم عرضت في إيطاليا في عام 1872 ومنذ ذلك الوقت أخذت أوبرا عايده تعرض في المناسبات كعمل فني ضخم يجتذب إنتباه آلاف المشاهدين في أنحاء العالم . [email protected]