ذهب الوالي السابق لنهر النيل محمد حامد البلة ولم يستغرق زمن إستدعائه بواسطة رئيس الجمهورية لإبلاغه بخبر إعفائه الا .. ( ستون ثانية فقط ) بالتأكيد لم يمهل أمير المؤمنين واليه فرصة ليسال عن أسباب إعفائة ..بل وكان الرد سيأتي مثلما فعل الرئيس الراحل جعفر نميري مع أحد وزرائه الذي تساءل محتجاً عن سبب إقالته .. فأفحمه نميري قائلا .. أنا حر .. أما سمعت بخبر تعينك في المذياع دون مشورتك ..ها أنا أعفيك بنفس الطريقة ! بالأمس تم نفض غبار النسيان الطويل عن والي البحر الأحمر السابق اللواء حاتم الوسيلة الشيخ السماني وأعيد واليا لنهر النيل ...سيادته قرر أن يبدا مهمته بتخصيص ( ستون دقيقة .. اي ساعة كاملة ) من زمنه الغالي يوميا للنظر في مظالم وشكاوى مواطني الولاية الذين لطالما تصادموا مع السلطات دفاعا عن قضاياهم العادلة المتثلة في تغول السدود على أراضيهم و ممتلكاتهم ومزارعهم . البادرة على قلة زمنها تبدو في ظاهرها طيبة .. ولكن التجارب مع ( شدة غربال ) المسئؤلين عند حداثة توليهم المنصب ..تؤكد أنها لن تدوم الا لوقت وجيز وستنقطع في موجة غرق المشاغل و ازدحام زمن المسئؤل الذي سيحيط به من تماسيح الإنتهازية الوظيفية وأعضاء اللجان النفعيين ممن سيبعدونه عن الإستماع للمواطن الذي تمثل شكواه طعنا في تقصيرهم أو تمسهم بالإتهام المباشر . فطالما أن الوالي لا ينتخبه المواطن فسيستمع اليه بإذن واحدة أما الاخرى فستكون مع صوت الرضاء أو عدمه الصادرمن رجل القصر الذي عينه بجرة توقيع على مرسوم رئاسي ..هو ذاته الذي قد يقيله في زمن لا يتجاوز الدقيقة ! ومع ذلك فلا نملك إلا أن نقول لوالينا القادم سباحة من النيل الأبيض مسقط راسه الى نهر النيل العكرة المزاج .. يلزمك الكثير من مخزون الشب لتنقية أجواء الولاية .. هذا إن كتب لك البقاء فيها ..وستحتاج أياما لتسمع غبن الذين ما أرضى سماع صوتهم عبر سلفك من بيده قلم التعيين والإزاحة ! [email protected]