كارديف كلام الناس عن فوز ترامب الأمريكي كلام صحيح عندما يقولون إن فوز الرجل جاء عبر صناديق الإقتراع و لم يكن نتيجة دغمسة سياسية أو إنقلاب عسكري في صبيحة يوم من أيام الله السبعة ... فهذا هو خيار الشعب الأمريكي و من حق الأمريكيين أن يختاروا القيادة التي يريدونها ... فبما أنهم اتفقوا على قوانين اللعبة الديمقراطية فلابد لهم من أن يقبلوا بالنتيجة و لا يخرخروا كما يخرخر شعب الله الخرخار الشعب السوداني ... و سوف تعمل المعارضة الأمريكية على متابعة السياسات التي ينتهجها الفائزون و سيعرفون دون وصاية من أي أحد إن كانت هذه السياسات ستفيد بلدهم في المقام الأول أم لا ( يعني رفاهية المواطن الأمريكي و ليس السوداني أو غيره من المواطنيين ) ... بالنسبة لعنصرية الرجل من عدمها فهنالك مؤسسات عدلية في البلاد و لا خوف على أي شخص يعيش هنالك سواء كان مواطن أمريكي أو زاير. فالسؤال الذي يطرح نفسه بقوة مفاده ما هو نصيب المعارضات السودانية المشتتة و الممزقة الأوصال السياسية و البرامجية من فوز ترامب أو من فوز حتي هيلاري كلينتون ؟ يعني هيلاري كانت ستنفع المعارضات السودانية و توحدها نحو هدف واحد إن لم تفعل قيادات و قواعد هذه المعارضات ذلك بنفسها؟ الإجابة على هذا السؤال بسيطة جدا ... فلن تجني المعارضات السودانية المهترية أية فوائد لصالح القضايا السودانية المتعددة سواء كانت تلك القضايا الخاصة بقطع الكهرباء في وسط السودان أو تلك القضايا الخاصة بقضايا التصفية العرقية في دارفور و جبال النوبة و جنوب النيل الأزرق. أنظروا إلي وضعنا السياسي و الإجتماعي ...إلخ الحالي في بلدان المهجر حيث يدعي الكثير منا بأن سبب خروجهم من السودان هو غياب كذا و كذا و لكن في خاتمة المطاف فإن الغالبية العظمي منا تعمل عملا يصب في مصلحة نفس المشروع الذي هدفه تصفية اثنيات بعينها و العمل بكل ما تملك لسيطرة مشروع فشل فشلا ذريعا في إقامة دولة سودانية تعبر عن كل السودانيين. بسبب كل ما سبق فإننا نقول دعوا الأمريكان في حالهم لأنهم لن يتمكنوا من حل مشاكلنا بغض النظر عن الفائز هنالك إن لم نعمل نحن على ذلك و إن لم نفرض واقع معارض محترم على الأرض لا يستطيع ترامب أو غيره أن يتجاوزه وهو أمر مفقود الآن وسط جميع السودانيين الذين لديهم مصلحة حقيقية في التغيير الجذري و ليس الشكلي في السودان. طبعا الأمريكان لن و لم يتركوا أمريكيا لترامب ليؤسسوا لهم دولة جديدة لأنهم سوف يصارعونه من أجل أمريكيا نفسها عبر القوانين الديمقراطية التي اتفقوا عليها واضعين في الإعتبار المصالح الأمريكية القومية. الترامبيون السودانيون هم الأشد خطرا على مستقبل السودان و ليس ترامب الأمريكي يا سادة و يا سيدات . يسألونك عن ترامب قل إنه بالقصر الجمهوري السوداني و له بطانة و حاشية و حاضنة إجتماعية عريضة تسببوا مع بعضهم البعض في كل ما يحدث في السودان من محن و إحن إلا من رحم ربي و لا استثني نفسي من ذلك . إن دور القيادة السياسية في تدمير السودان منذ ما يسمى بالإستقلال وهو إستغلال تمثل في إتباع سياسات صمدية أحادية تهدف إلى كنس و دفن الثقافات و الإثنيات التي لا تدعي النسب العربي ( الشريف ) في الوقت تحدث فيه القرآن نفسه عن أبي جهل و توعده بالنار !! و أبو جهل هذا عربي قح و ليس بعربي سوداني مشلخ كجدي أحمد ود الشامي ود موسى عليه رحمة الله حيث كان يفتخر بأنه جد العرب !! مع أن عيونه عسلية و أحيانا تصبح حمراء عندما يشرب له كأس كأسين من العرقي المحلي الصنع ... فقد قلت هذا من باب أذكروا محاسن موتاكم فالرجل كان يشرب من حر ماله و لا يؤذي أحدا من العالمين !! كما أن طوله كان 165سما مثله و مثل بقية السودانيين و لديه جواز سفر سوداني مكتوب به كل الأقطار ما عدا إسرائيل !! من قبل أن يعرف السودانيون بأن المنظومة الاسلاموعروبية السودانية أقرب الي إسرائيل من السودانيين الدارفوريبن على سبيل المثال لا الحصر و الذين يفطرهم النظام الحالي في الخرطوم بالصواريخ و يعشيهم بالأسلحة الكيمائية مع وجود الإجماع السكوتي النيلي الذي يخرج لنصرة غزة و أريحا لا لنصرة السودانيين في المناطق التي لم تشعل فيها إسرائيل الحرب . فالغالبية العظمي من السودانيين تعرف بأن المرحوم النميري قام بترحيل اليهود الفلاشا عبر مطار الخرطوم إلي إسرائيل و تعرف أيضا علاقة النظام الحالي بإسرائيل و القاسم المشترك الأعظم بين النميري و البشير هو أن كلاهما يجسد الثقافة الاسلاموعروبية التي دمرت السودان. هل هنالك مستقبل منظور لهذا البلد الذي نسميه السودان إن فاز ترامب أو فاز الجن الأحمر في أمريكيا؟ الإجابة كلا إن لم يغير السودانيون ما بأنفسهم من أمراض و علل و بلاوي علما بأن هذا الطريق طويل جدا و له ثمن غالي جدا. لن تقوم للسودان قائمة إن لم تصبح الأحزاب السياسية السودانية أحزاب حقيقية لا أحزاب كرتونية قائمة على الولاء الطائفي و العرقي و الثقافي و الديني و الأسري ...إلخ. لن تقوم للسودان قائمة إن لم تصبح لنا معارضة واحدة سودانية لا فرق في أهدافها بين الذين يعارضون النظام الاسلاموعروبي الحالي من داخل السودان أو خارجه أو الذين يجمعون ما بين معارضة الداخل و الخارج وهم الذين لديهم جيوش تحرير منقسمة على نفسها لذلك كان حصادها الهشيم. لن تقوم للسودان قائمة إن لم تتحول حركات التحرير السودانية المنطلقة من مناطق الهامش السوداني إلي حركات تحرير حقيقية قائمة على طرح البرامج السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ...إلخ و ليست حركات تحرير قائمة على الولاء القبلي و العشائري في الغالب الأعم . لن تقوم للسودان قائمة إن لم يتحرر الترامبيون السودانيون من ثقافة الاستعلاء الأجوف و إن كانوا يعيشون في بلدان أوربية تحترم الإنسان و تقدسه بغض النظر عن كذا وكذا و كذا. لن تقوم للسودان قائمة و نحن الترامبيين السودانيين المهاجرين الي دول الكفار الفجار لا إلي أراضي الأجداد الافتراضيين في بلاد الحجاز لكي نجاور الكعبة الشريفة !! نقاتل بعضنا البعض من أجل السيطرة على أعلان جنازة سودانية أو السيطرة على أموال صندوق خيري يهتم بشؤون الموتى. لن تقوم للسودان قائمة و نحن الترامبيين السودانيين حاملي ثقافة الإقصاء نخوض في معارك وهمية تدعم الخط العام للثقافة التي ننتمي إليها و التي اقعدت السودان من التقدم و التطور. لن تقوم للسودان قائمة إن لم تحدث مفرزة سودانية حقيقية بين جميع مكونات المجتمعات السودانية إن كانت تلك المفرزة بين أهل الهامش أنفسهم المكتوون بنيران الظلم و الذين يتاجر البعض منهم بقضاياهم بل و يعملون ضمن الأجهزة الأمنية التي تدافع عن النظام الذي قتل أهلهم و ذويهم و يحاولون بعد ذلك كله أن يلعبوا بالبيضة و الحجر و بطريقة بهلوانية يخادعون بها إخوانهم و أخواتهم و لكنهم لا يخادعون إلا أنفسهم لأن الوصول إلي الحقيقة أمر ليس صعب المنال. لن تقوم للسودان قائمة إن لم يمتنع السودانيون عن سياسة المتاجرة بالأديان السماوية أو غير السماوية و أن يحتمكوا جميعهم إلي ما تنتجه عقولهم أو ما تنتجه العقول الأخري و أن لم تكن سودانية ... تلك العقول التي تنتج أفكارا و رؤى من أجل إنسانية الإنسان. لن نقوم للسودان قائمة إن لم يكن الوصول إلي القصر الجمهوري السوداني عبر طرح البرامج السياسية والإقتصادية والاجتماعية والثقافية ... التي تلبي طموحات معظم السودانيين و ليس الوصول عبر إدعاء النسب العربي أو إنك ظل الله في أرض السودان التي سكنها أهلها الأصليون من قبل يهاجر إليها الآخرون تحت دعاوي كذا و كذا حيث طاب لهم المقام و لكن بدلا من طرح برامج عصرية لكل السودانيين نجدهم يبحثون عن شجرة النسب العربي في الوقت الذي يطلق عليهم فيه العرب أهل الجلد و الرأس إسم العبيد. أخيرا و ليس آخرا لقد هنأ ترامب السوداني المشير البشير الذي لم يخض أي حرب ضد أي عدو خارجي ليصل لهذه الرتبة العسكرية الكبيرة و إنما كل الحروب التي خاضها كانت ضد أناس من شعبه ذلك المشير الجالس على جماجم السودانيين في القصر الجمهوري هنأ ترامب الأمريكي بالفوز حين ذكرت بعض المصادر هذا الخبر و سبب هذه التهاني نابع من كون ترامب السوداني وجد له قرينا عند الأمريكان مع الفارق الكبير بين ترامب السوداني و ترامب الأمريكي ذلك الفارق نترك تقديره للذين لديهم ضمائر صاحية و عقول ناقدة يقيمون بها الأشياء. إن معظم الترامبيين السودانيين داخل السودان و خارجه يعملون عملا يصب في مصلحة النخب النيلية القابضة على مقاليد الأمور في السودان و أن تعلقوا بتمثال الحرية في البلدان الأوربية التي هاجروا إليها لأن بقية البلدان التي هاجر إليها الترامبيون السودانيون تعاني هي الاخري من الكثير من الأمراض الإجتماعية ... فهؤلاء لديهم قوم يسمونهم البدون ... وهو مصطلح سياسي يحط من قدر الإنسان. يقول صاحب الكلمات المحترمة الصحفي الكبير فتحي الضو في خاتمة كتاباته : لابد للديمقراطية و إن طال السفر و لكن الرجل متفائل جدا لذلك نتقدم له بالشكر والتقدير لحسن ظنه بالسودانيين و إن بعد الظن إثم أو كما قال ذلك في مقام آخر على حد تعبير الفقهاء البنقلاديشيين عقب خطب الجمعة. لكم الود و التقدير برير إسماعيل يوسف كاردف - المملكة المتحدة 10 نوفمبر 2016 ميلادية. [email protected]