رفضت دولة جنوب السودان تقارير دولية تحدثت عن فشل الدولة التي احتفلت الثلاثاء الماضي بالذكرى الثانية لاستقلاها في مواجهة تطور التوترات الأمنية خاصة في ولاية جونقلي التي بدأ فيها نذير حرب قبلية، واتهمت في المقابل جهات خارجية لم تسمها بأنها تعبث بالأوضاع الأمنية، وقال وزير الإعلام والبث الإذاعي في دولة جنوب السودان برنابا مريال بنجامين ل«الشرق الأوسط»، إن كل التقارير سواء من الأممالمتحدة أو جهات دولية حول فشل حكومته في مواجهة تطور التوترات الأمنية في البلاد خاصة في ولاية جونقلي غير صحيحة ولا صلة لها بأرض الواقع، وأضاف أن «هذه الجهات تعلم أن هناك أيادي خارجية هي التي تعبث بأمن البلاد عبر بعض الأفراد مثل المتمرد ديفيد ياو ياو الذي يقود التمرد في جونقلي ويستخدم المدنيين كدروع بشرية»، وقال إن «شعبنا يريد السلام ولا نعرف لماذا يريد الآخرون أن نتواصل في حروب لأنه يكفينا أن حاربنا أكثر من خمسين عاما»، لكنه لم يتهم دولة بعينها، غير أنه من المعروف أن جوبا تتهم الخرطوم بصفة دائمة بأنها تقف وراء تشكيل وتدعيم الميليشيات ضدها، وأضاف أن «قضية الأمن هي الأولوية في أجندة الحكومة لذلك لا يمكن الحديث عن أننا فشلنا، بل إن الرئيس سلفا كير ظل يكرر العفو العام للمتمردين وقد استجاب بعضهم وعادوا إلى البلاد، بينما ظلت مجموعات قليلة على الحدود لم تستجب مثل ديفيد ياو ياو»، وتابع أن «هناك جهات خارجية ما زالت مستمرة لتقديم الدعم العسكري ضدنا لتخريب البلاد». واعتبر بنجامين الحديث عن انتهاكات يرتكبها جيش جنوب السودان ضد حقوق الإنسان فبركة، وقال إن حكومته مستعدة لإجراء التحقيقات التي تتحدث عن هذه الانتهاكات، وأضاف: «نحن ملتزمون بحقوق الإنسان وتشريعاتنا ملتزمة بحقوق الإنسان كما أن الجيش يحكم بقانون وإذا كانت هناك تجاوزات تكون فردية وتتم المحاسبة فورا بإجراء المحاكمات»، وقال إن جيش بلاده يخوض حربا ضد المتمرد ديفيد ياو ياو في منطقة البيبور في ولاية جونقلي، وأضاف أن الجيش الشعبي (جيش جنوب السودان) يدافع عن المدنيين الذين يستهدفهم ياو ياو بالقتل والسرقة، وتابع: «حربنا ضد ياو ياو لن تتوقف إلا في حال وضع هو السلاح واستفاد من قرار العفو العام الذي أصدره الرئيس سلفا كير». وقال بنجامين إن أفرادا من قبيلة «المورلي» كانت قد هاجمت قبل أيام قرى تابعة لقبيلة «اللو نوير» وقتلت عددا منهم وسرقت أبقارهم، وأضاف أن حكومته طلبت من المنظمات والمفوضيات المختلفة العمل مع الحكومة المحلية والمركزية لحماية المدنيين وليس الالتفات للشائعات التي قال إن جهات ظلت تطلقها باستمرار، مشددا على أن حكومته قادرة على فرض سيطرتها وأن تعيد الاستقرار إلى المنطقة، وقال: «بعثة الأممالمتحدة تعلم بهذه الإجراءات وهي تساعد الحكومة المحلية في إجلاء المدنيين الذين قد يقعون تحت نيران المعارك التي تندلع بين فترة وأخرى»، وتابع: «نحن ندعو بصورة مستمرة المدنيين ونطالب المنظمات وخاصة الأممالمتحدة بالتعامل مع السلطات الحكومية في المنطقة». وكانت الخارجية الأميركية قد أبدت عن قلق واشنطن العميق بشأن تقارير تحدثت عن وقوع عمليات قتل وضرب ونهب في ولاية جونقلي بشرق جنوبي السودان، وقالت إن الجيش مسؤول عن حماية كل المدنيين، وقالت في بيان لها: «نحث كل الأطراف بما في ذلك الجيش الشعبي لتحرير السودان والأطراف المسلحة الأخرى الحكومية وغير الحكومية على إنهاء أعمال العنف والعمل نحو تحقيق السلام والمصالحة من خلال الحوار»، وحثت واشنطن كل الأطراف على توفير وصول المساعدات الإنسانية من دون عائق لكل مناطق جونقلي والسماح لقوات الأممالمتحدة لحفظ السلام بالقيام بدوريات. من جانبه، حث مارتن نيسركي المتحدث باسم الأممالمتحدة السلطات الوطنية وسلطات الولاية على التحلي بأقصى درجات ضبط النفس، وقال إن بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان قلقة بشكل عميق من التقارير التي تحدثت عن تعبئة ضخمة لشبان مسلحين صوب مقاطعة البيبور في ولاية جونقلي. الشرق الاوسط