القول الفصل.. متى يعرف الهلال قيمة كاريكا؟ ابتداء.. هل هناك اختلاف حولة موهبة النجم الكبير مدثر الطيب (كاريكا) لاعب الهلال أم درمان؟. لا أظن. سؤال محوري يمكن أن تنّبثق منه عدة أسئلة تقود مباشرة لإجراء تحليل فني عميق مصحوباً بالراهن الهلالي الذي جعل النجم الخلوق – كاريكا- محور صراع، ومحل خلاف، ومُثار جدل لا ينتهي. شخصياً أنا من أشد المعجبين بنجم منتخبنا الوطني واعتبر أن هذا اللاعب يمتلك موهبة عالية، وهو مفتاح اللعب والانتصارات لفريقه والسودان إن أحسنوا استثماره وتهيئة المناخ من حوله ليبدع. نحن في عالم رياضة مجنونة – كرة القدم- ومحفوفة بالصخب والضجيج والأحداث الساخنة المتلاحقة التي تطوي في متونها الكثير من الإشراقات والبطولات التي يحققها اللاعبون التي سرعان ما تنسى وسط الزحام والاستحقاقات. ومدثر كاريكا واحداً من اللاعبين الذين ظُلموا من إعلام ناديه والإدارة وحتى الجماهير. مباريات عديدة شهدت تألق النجم الإنسان على المستويات كافة أثبت فيها علو كعبه وحمل فريقه – الهلال- على وجه التحديد نحو انتصارات عريضة بفضل موهبته وجسارته وتفانيه في حب الشعار. وأراه مؤهل فوق العادة للعب ذات الأدوار وأكثر متى ما عرف الهلال – كل مجتمع الهلال- قيمة ما يكنزون. كاريكا لاعب هدّاف، وصانع لعب من طراز رفيع جارت عليه الأيام وكثير من الناس فأصبح يعيش في بؤرة صخب غير محفزٍ على الإبداع. ومع ما كل ما يحيط باللاعب من أشكال العناء فلا تنسى عزيزي القارئ ذلك الواقع المأزوم الذي يعاني منه الفريق نفسه وهو ما يؤدي إلى تأخير مسألة خروج اللاعب من عزلته الفنية والعودة إلى سابق مستواه وعهده. أنظر عزيزي القارئ في كشف الهلال جيداً. ستخرج بحقيقة واحدة وهي أن الهلال إذا أراد أن يخرج من وعكته هذه فعليه أن لا يدير ظهره لكابتنه مدثر كاريكا خاصة بعد التضحية بأحد المواهب وإرسالها إلى الخارج في رحلة إعارة المتضرر منها الهلال. نعم أنا هنا أقصد صهيب الثعلب أحد أفضل صانع لعب في السودان حسب رأيي المتواضع. نعود لكاريكا الذي يعاني فريقه الهلال بسبب غياب بصمته أشد المعاناة في بطولة الدوري الممتاز. كاريكا لاعب مميز جيداً على المستوى الاخلاقي ولا يمكن أن يستغل أي ظرف للضغط على ناديه وإن غضب في يوم فمن أجل الهلال. قضية كاريكا ومسألة إستعادة أراضيه يجب أن تكون هم الهلالاب. أعرف أن دعوتي هذه ستذهب أدراج الرياح؛ لأن هناك الكثيرون الذين يرون أن نجم كاريكا قد أفل وهم بلا شك مخطئون. كاريكا نجم مخضرم، ومعتق، خبر الميادين واكتسب خبرة لا تضاهى ولا اتوقع أن يتعالى في يوم على الهلال. سيكون من الأخطاء الجسيمة مسألة التفريط في هذا اللاعب وإهدار الفرصة المتاحة الآن بمراجعة أمر اللاعب والوقوف على مشكلته بكل الحكمة. في محيط الهلال الصاخب لا استبعد ان يفقد الهلال هذا اللاعب كما فقد الموهبة صهيب الثعلب بقرار فني ما كان له أن يجد كل الحصانة والقدسية إذا حُظي بتحليل سليم. ماهي الأسباب التي جعلت الادارة الهلالية تستجيب لرأي مدرب تعلم تمام العلم أنه تحت التجربة والاختبار وإن (كيسه) في وضع الطيران؟!. وهل من الممكن تجازف هذه الادارة مرة أخرى بالتضييق على كاريكا والتفريط فيه ولو بعزله حتى وهو في كشف الهلال؟. ياسر بشير (أبوورقة) [email protected] التيار