العلاقات السودانية المصرية مرت على امتداد التاريخ ،بالكثير من "التوتر" الذي يعقبه "تقارب" ،ثم "تقارب يقصيه توتر"، غير أن حالة "التوتر"و"الاحتقان" التي حدثت أخيرا، ولاتزال تداعياتها تتواصل تعتبر الاكبر ،كون هناك من يغذون هذا التوتر باستمرار ،وهي حالة قد لاتجدي معها بيانات الدبلوماسية الساعية للتهدئة. علاقات متميزة تربطنا كأفراد مع الاخوة في مصر، منهم زملاء اجلاء واصدقاء في كثير من التخصصات لم نلمس منهم غير احترام كبير ، لان علاقتنا اصلا لم تقم الا على احترام وتقدير متبادل وندية وان اختلت الاخيرة تصبح علاقات غير "سوية". الذين ظلوا يكيلون السباب للسودان في كل المواسم ، اذا قدر لأي شخص ان يتتبع تاريخهم وسيرهم سيجدهم رجال بلا تاريخ بل لهم سفر حافل من التاريخ المخجل، وفي مقدمه هؤلاء عمرو اديب الذي بدأ حياته "كومبارس" في احدى الفرق الفنية ، وقد اصاب فشلا مدويا، ولم يستطع تخطي عتبة"الكومبارس" وفي زمن الفضائيات المليونية وجد المنصة التي يبث من خلالها سمومه ..وهناك المدعو توفيق عكاشة الذي فشل حتى في بناء اسرة حينما طلق زوجته لانها انجبت له "ابنا معاقا" ..وهكذا تتعدد الشخصيات الفاشلة التي ترى ان مهاجمة الخرطوم بقبح القول هو نجاح. نحن هنا بصدد الحديث عن علاقات راشدة تنفع البلدين في زمن الحروب التي تندلع بلا اسباب موضوعية،والعلاقات الراشدة لن تبنى بحسن النوايا ولا ببيانات تصدرها خارجية الخرطوم او القاهرة ،بل الامر يقوم بالاساس على حصر الذين يصبحون ويمسون على الاساءة . في الخروم صعب جدا ان تحدد أشخاص او قل اعلاميين سودانيين لهم سجل في مهاجمة القاهرة.. وحتى الهجمة الاخيرة وهي رد فعل طبيعي قادها شباب الفيسبوك والواتساب ، الذين يشعرون بغضب حارق، وهم يتبادلون مقاطع الفيديو التي تقزم الشخصية السودانية وتجتهد بان تقول ان السودان وطن بلا حضارة بل بلا تاريخ. واجب القاهرة الرسمية ان "تسكت " الاصوات القبيحة المتخصصة في النيل من الخرطوم،ولاشك انها اصوات مطيعة جدا حين يخاطبها"الرءيس" بأنه ليس من مصلحة مصر التقليل من شأن السودان.. ونحن ايضا نقول ليس من مصلحتنا الحاق الاذى بمصر،وهي مهمة اصلا لا نجيدها . الحقيقة التي يجب التأكيد عليها أن مصر ستقبل في نهاية المطاف بحقائق التاريخ والجغرافيا، ولانريد لاهرامات البجراوية العريقة ان تكون خصما على اهراماتها.. كما لانريد لعودة حلايب الى حضن الوطن ان تكون هزيمة لمصر، بل كل "القصة" اعادة الامور الى طبيعتها. صحيح ان حالة الغضب التي انتظمت الشارع السوداني بحاجة لوقت كبير حتى تهدأ وهي لن تهدا مالم تسارع القاهرة الى معالجة الخلل التاريخي الذي يرى بحاكمية الشمال على الجنوب، تبقى حقيقة ان التصعيد يضر بالبلدين،وليس فيه رابح . نعم ننتظر "مواثيق شرف" تعلي من شأن العلاقات بما يخدم مصلحة البلدين، ومن بعده ستكون هناك الكثير من المصالح التي لاتحصى ولاتعد ..ولن ننسى "انفسنا" أن نعمل ايضا على مايعزز العلاقات،وأن نرد التحية بأحسن منها. مصطفى محكر" الصحافة " [email protected]