تابعت سخرية بعض الإعلاميين في شمال الوادي ففوجئت بما يشيب الرأس ويدعه يدلف في تفكير عميق آملا أن نخرج من هذه الهوة السيكلوجية التي سعوا لتثبيتها عن طريف التنميط ونشر مفاهيم بطريقة شبه شموليه عن بلدنا ومواطنيه الإستصغار والإزدراء والسخرية والإستخفاف التي سادت ومازال يمارسها الكثيرون منهم بمن فيهم هؤلاء الإعلاميين تجاه وطننا السودان وحكومته وشعبه أمر مخجل ومؤسف حقا . فبدايةً هذا الذم بأسلوب الشوارع يحِط بأصحابه في أسفل الدرجات من مقاييس التعليم و الرقي والتحضر والإحترام ، وينًم عن أصل متسخ وبصيرة معتمة وعلم مبتور يتضح أنه مبني على أساس مِهن وعروض تلفزيونيه غايتها الربح وجذب ولهي المتفرجين عن طريق أحاديث هراء وعبث يهدف لدغدغة غرائز الكبرياء المنعدمه عند بعض المشاهدين بعيدا عن السياسة فأولئك المتفرعنين على خلق الله المارقين عن حدود المهنة والأخلاق والدين فهم سفلة بكل ما تحمله الكلمة من معنى. فبؤرة التخلف والرجعية الفكرية أن يلصق فردا مفهوما عن شعب كامل بطريقة سلبية ، أو يستشعر في نفسه بإستعلاء عنهم ، وإن كان ذلك باطنيا غير معلن ، فما بالكم في هذا النموذج من الجهر المسموع والمرئي ؟ فهو في العلوم الإنسانيه الحديثه قد ولى زمانه وينعت فاعله بالجهل والرجعية وقصر التفكير ومحاوله تهربه من إضطراب نفسي او عقلي ملازم . فيا أيها الجهلاء لقد فاتكم أنه قد إنتهت عهود الجهل وحلّ محلها عصر الإستنارة وتحرر الفكر ومن ثمّ الفعل من النهج والسياسه الحمقاء التي مفادها جثامة وتطويق وتكبيل وحصر بلادنا والتحكم غير المباشر في أمرها . إن تقييم المواطن السوداني الذي هو أثبتَ حضارةٍ وأرفع مكانةً وأكثر يقينا وثقة ، لهولاء الصعاليك بأننا نحزن عليهم وعلى حالهم بمفاهيمهم المتواضعة وألسنتهم البذيئه وإنحطاط المستوي الإعلامي والإنحدار بالذوق العام للمواطن المصري بسماع ومشاهده التفاهات والشتائِم في وسائل الإعلام التى تدخل في كل بيت. كذلك يعبِر عن الفوضى الإدارية السائِده وإنعدام الرقابة وضعف المسؤلين الإعلاميين . فلن يميل إلى هذه الأفعال إلا كل مفلس يخالجه الخبل ، وليس له من محددات وأسس تحكمه أو خوف من قانون اوعقاب إننا نتفهم كل ذلك ونترفع آملين أن يحدث التطهير الإعلامي في مصر ويخرس هذه الألسنة البذيئه التي تلطخ وتشوِه رقي وشفافيه مهنة الإعلام ووزارته ونقاباته. ولكن إذا إستمرت هذه الفوضى فسنقوم بترويج الدعوة للمقاطعه الثقافية للمواد الإعلاميه المصرية والفنون ، وسوف ندعوا كل القنوات العربيه بأن تحذوا حذونا ، فنحن كنّا نهتم بإنتاجاتهم الفنيه والإعلامية كإنعكاس ثقافي منتج من محبين لنا ولكنهم للأسف يأخذون الأمر بمفهوم آخر ، حيث يعتبروننا متخلفين عنهم ولا نفهم شيئا في هذا المجال ، ومن ثمّ تتطور هذا الأمر حتى وصل الى مرحله التحقير و الأساءات . لقد سئمنا حقا من الدراما المتكرره والقصص التي لا تتضيف اي معرفة أو ثقافة ، وأحيانا كثيرة بعيدة عن الواقع المعاش. ونعتقد بأن زمان الفن الحقيقي في مصر قد ولي إلا ما ندر ، فالمقارنه بالدراما العالميه كالهنديه والتركيه واللاتينيه تظهر الفروقات الواضحه من حيث التميز والحبكه الدراميه وأداء الممثلين. وأما الغناء فأصبح في كل شارع مصري مجموعه من المغنيين المحليين الذين لا تتعدي مواهبهم حاراتهم التي يسكنون فيها ويسعى جُلهم لتمجيد الذات لقد آن الأوان لأن نتعرف وننفتح أكثر على جميع الفنون العربيه الأخرى كالجزائريه والتونسيه والمغربيه بالإضافه للخليجيه وفي انتظار عودة السوريه. كذلك نسعى أيضا بأن تتعرف هذه الشعوب أكثر على إصداراتنا المتنوعه وأغنياتنا ذات الطابع والسُلّم الفريد والفنون الشعبيه ذات التاريخ التليد ، وإن كانت إمكانياتنا متواضعه ولكنها تعبر عن اصل ثابت وحضاره راسخه وشعب عظيم . أرى كذلك أنه لابد من وضع حدا للهيمنه الثقافيه المصرية في الوطن العربي حتى لا نُذل ونهان ونُستصغر بتداولنا لها. ويأتي ذلك كنتيجة مباشره لعجزهم في ردع من يسيئون للكل ويتطاولون بألسنتهم على الكثير من الشعوب وبالأخص الشعب القطري الشقيق وبلاد المليون شهيد وليبيا ومعظم الخليجيين . فوجبت علينا المقاطعة وعليهم حينذاك بتسويق منتجاتهم في نطاقهم الداخلى ودعهم يتطالون ويتفاخرون فيما بينهم خالد حسن [email protected]