جاءت مبادرة الاعلاميين و الصحفيين متأخرة لتنشيط السياحة ،كما أنها جاءت عجِلة دونما تداول أو تشاور مع القاعدة الواسعة من المهتمين بالسياحة و الاعلاميين و لكنها حسناً جاءت فقد حركت و ألهمت للتفكير فيما قد يساعد في الترويج للسياحة بالبلاد و في معرفة التاريخ و شيئاً من الجغرافيا وفي معرفة أنفسنا. كان في وسع الاعلاميين دعوة الجميع للمساهمة بالرأي في مشروع يخدم السياحة مع الاعلام و الآداب مثلاً- و ما أكثر وسائل الاتصال التي تُمكن من وضع برنامج وليس مشروعاً واحداً وفقاً لخطة في العمل الأهلي و الطوعي – إذ للسياحة جهاز حكومي منذ إستقلال البلاد و ربما قبل ذلك وهو يعمل وفقاً لامكانياته و قدرات العاملين به. وعلي كل حال يُحمد لهذه المبادرة إلهامها للآخرين لوضع رؤاهم علي الورق و الأسافير ريثما يتيسر إنزالها لواقع الناس عملاً مثمراً. مما أري من فرص أو أفكار قد تساهم في الترويج للسياحة : *إنشاء متحف للأديب الطيب صالح- فقد شاهدت منزل الطيب الصالح أو ما تبقي منه و بعض متعلقاته، مما يدعو للتحرك لاعادة تشييد ذلك المنزل أو ترميمه مع وضع مسار للحركة و المشاهد كما تصورها الأديب في إنتاجه الفكري- موسم الهجرة للشمال ، دومة ود حامد و نخلة علي الجدول مع عرض سينمائي لفيلم عُرس الزين و غيرها من الأعمال.و لا شك عندي بأن مثل هذا المشروع سيجد الدعم و المساندة من أصدقاء و أحباب الطيب صالح.ووضع كل ذلك علي الانترنيت و علي خرائط السياحة. مثل هذا العمل موجود في كثير من الدول- ففي ولايات أميركا المتحدات دعاني ياباني لزيارة متحف أديبة أمريكية مهتمة بأدب الأطفال، أفرد خرائطه و أستأجر عربة و ذهبنا لزيارة منزل تلك الأديبة الأمريكية وهو ليس بعيداً من مدينة سيو فولز Sioux Falls في ولاية داكوتا الشمالية، يمكن أن يحدث هذا العمل هنا و سيكون جاذباً للسياحة ليس من خارج البلاد ولكن من داخلها. لقد أفلحت زوجة ب. عبدالله الطيب في تحويل منزله إلي ما يشبه المتحف. ب. عبدالله الطيب عبقري لا مثيل له في عالمنا.حري أن نحتفي به و بمبدعينا كافةً.مع تكرار ذات العمل مع متحف ب. عبدالله الطيب- معرض لكتبه و تجديد طباعة ما لا يتوفر منها حالياً وعرض برامجه المسجلة في قاعات المتحف :تفسير القرآن هنا و في قاعة أُخري برنامجه سير و أحاديثه التي لا تُمل .أيضاً نقتفي حياته منذ التميراب و في خلاوي المجاذيب و في جامعة الخرطوم. *طريق الأربعين –درب الأربعين، طريق معروف سارت عليه القوافل لقرون من الزمان و ما زال سحره طاغياً ،لذلك سيجد مثل هذا المشروع إذا ما تم إحيائه و تزويده بالمرافق الضرورية و إنشاء الاستراحات و القري السياحية و المنتجعات – سيتحول ذلك الطريق إلي مشروع هائل للسياحة.أما إذا ما تم عمل تفريعات ليغشي الواحات المعروفة مثل سيوة أو النطرون وإذا ما أُضيفت القعب – برمالها و مياهها مع مناطق التنقيب و التعدين عن الذهب القديمة و الحديثة ،سيكون مورداً للسياحة مهماً. *رحلة النهر – رحلةٌ علي نهر النيل بمختلف الوسائل المتاحة :زوارق سريعة أو بطيئة تستخدم الأشرعة و يحركها الهواء.في الخريف من حلفا إلي الخرطوم و في بقية المواسم من الخرطوم إلي حلفا.إذا ما أُضيفت إلي تلك الرحلة زيارات و وقفات علي بعض المواقع الحربية خلال المهدية مثل موقعة عطبرة و كرري إضافة للمواقع الأثرية ستصبح رحلة لا مثيل لها. وهكذا سنجد الكثير من المشاريع و بوضعها مع بعضها وفقاً لخطة جيدة ستشكل برنامجاً مهماً للسياحة الداخلية و الخارجية و سيوفر فرصاً للعمل كثيرة –علينا إعداد الكوادر في مجالات الارشاد السياحي و الطهي مع أعمال الفندقة. علينا أن نعمل وفقاً لما نبشر به و ما نأمل أن يُقدم عليه الآخرون مثل الشفافية و المشاركة و غير ذلك من مفاهيم القرن – و علينا ألا نمل التكرار و الاعادة و الترجمة بكافة اللغات وعلينا أن ندعو لوضع صور مناطقنا الجميلة و المعلومات علي الانترنيت و علي كافة المواقع – لعل أحداً يهتم !! وهي مشاريع للاستثمار واعدة وهي تكفي للجميع. وما زالت الفرصة قائمة للعصف الذهني في جلسة يدعو لها أهل المبادرة أو الجهات الأخري المهتمة بالسياحة و بالآثار و تاريخ السودان و حضارته. [email protected]