بعد الحرج الذي دخلت فيه قمة الدوحة بالأمس نتيجة مقاطعة بعض مندوبي الدول الغربية ومنهم سفير الولايات المتحدةالأمريكية كما ورد في الأنباء بسبب حضور الرئيس عمر البشير المطلوب القبض عليه من طرف محكمة الجنايات الدولية بلاهاي على خلفيه إرتكابه لجرائم ضد الإنسانية مثلما ورد في صحيفة إتهامه..فإن موقف المملكةالعربية السعودية سيكون أكثر حرجا وهي التي وجهت الدعوة للرجل لحضور قمة الدول الإسلامية المزمع إنعقاده في الأيام القليلة القادمة بالعاصمة الرياض والذي سيحضره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أول زيارة له خارج بلاده منذ توليه منصبه هذا العام . طبعا عادة الدعوة تقدم في مثل هذه المناسبات وعلى هذا المستوى لكل قادة الدول الأعضاء في المنظمة المعنية كشخصيات إعتبارية وليس بالضرورة أن يذهب رئيس الدولة شخصيا ..فالكثير من القادة ينيبون ممثلين عنهم لمختلف الأسباب تتفاوت درجاتهم من مستوى نوابهم الى درجة سفير بلادهم في البلدالمضيف حسب أهميةالمؤتمر و طبيعة العلاقات مع الجهة الداعية ! وربما يكون في هذا المنحى مخرجا مريحا للملكة العربية السعودية التي ستجد نفسها في موقف لا تحسد عليه .. بين تقديرها لموقف البشير تجاه مشاركته لها في حربها الحالية في اليمن وبين ماقد يفسد عليها بهجة لقائها بالرئيس الأمريكي الذي قد يتمنع عن لقاء الرئيس البشير أو ينأى بنفسه عن مصافحته أو حتى يرفض وجودهما في قاعة واحدة .. وهوأمر متوقع قياسا الى تصرف سفيره في الدوحة الذي لابد أنه تلقى تعليمات محددة في هذا الصدد من إدارته العليا ! ويصبح ابتعاث نائب الرئيس الأول ورئيس الوزراء الفريق بكري حسن صالح أوالنائب الثاني حسبو عبد الرحمن على أقل تقدير ..هوأنسب الحلول التي تزيح غمامةالحرج عن أجواء المؤتمر .. خوفا من أن يصبح البشير قندوله الذي يقلب ريكة التعويل على رياح اللقاء الهام وفق ما تشتهي سفن الدول الإسلامية وخاصةالسعودية رأسا على عقب .. اللهم إلا إذا كانت للسعودية وحلفاؤها في عاصفة الحزم قد أعدوا مسبقاً ترتيبات مبيتة بشأن تسوية مناسبة لموضوع المحكمة يكون فيها مايشبه الخروج المشرف للرجل الذي ظل يتحدى سلطتها ومن هم وراءها ويعتبرها ميتة سريريا تنتظر التشييع الى مثواها الأخير وهو موقف يجد الترحيب من دول حلف الحزم التي قد تجد حثيثاً في إتجاه هذا المسعى في حضور البشير أوعدم حضوره ويا خبر اليوم بفلوس قد يصبح غدا بلا مقابل ! [email protected]