صباحكم خير لواري الشطة .. لا زال العرض مستمراً جدي (محمد عدنان) رحمه الله .. كان رجلاً مستنيراً و شجاعاً ينطق برأيه في كل المحافل لا يهاب أحداً.. ذات مرة.. وفي جمع غفير من البشر حكى أحدهم أن الشيخ فلاناً يعتبر من (أهل الخطوة).. وضرب مثلاً لذلك قائلاً: (إن ذلك الشيخ أراد السفر بالقطار مصطحباً معزته.. لكن الكمساري اعترضه.. وطالبه بإرسال المعزة الى عربة الحيوانات الملحقة بالقطار.. أصر الشيخ على ركوب معزته معه.. وبعد جدال.. (حرد) الشيخ وأدار ظهره للقطار ومضى في حال سبيله.. لكن الدهشة أصابت الكمساري حين وجد الشيخ في المدينة الأخرى وكان قد وصلها قبل القطار.. وجده واقفاً هو ومعزته معه).. ارتفعت الأصوات مدد يا شيخ.. يلحقنا ويفزعنا.. ديل أهل الخطوة.. ولكن جدي قال للرجل: (أها عرفنا شيخك من أهل الخطوة.. الغنماية برضو من أهل الخطوة؟؟).. الأصوات التي تبرر لقانون تصدير إناث الحيوانات.. أحد الأسباب التي ساقتها هي (إن الحيوانات السودانية لا تتوالد خارج البيئة المحلية).. بتمشي تعقر هناك.. وهذا يعني أننا من الذكاء الى درجة بيع (الترماي) للآخرين وقبض ثمنه.. وافتراض الغباء في الآخر.. الذي لا يهمه أن يشتري أنثى حيوان لا تتوالد خارج بيئتها.. شفتوا كيف؟؟.. ها نحن قد تعايشنا.. مع قصة السوداني المتفرد.. وتقبلنا على مضض فكرة أننا شعب لا يتكرر.. ونحن فوق عزنا وقبائل ما بتهزنا.. وأننا شعب الله المختار.. كل ذلك.. قلنا ما فوكها شئ.. لكن كمان تبقى حيواناتنا برضها متفردة ولا تتكاثر إلا في المناخ السوداني.. كدا أوووفر يا جماعة .... خلونا.. نرجع بالزمن مرة ونتذكر حكاية.. الماعز النوبي الذي أخذه المستعمر من هنا وذهب به إلى بلد طيرها عجمي.. فما كان منه وهو الذي (وداهو الزمان وعجبو المكان) الا أن تزاوج مع الماعز الإنجليزي (أب عيونا خدر) فأنتج فصيلة من أفضل الفصائل في العالم وهي (الأنجلو نوبيان).. غايتو بالغت الماعز السودانية التي توالدت في رحاب الريف الإنجليزي.. كان تكلموها.. أهي طلعت خاينة للعهود.. ليست هي وحدها.. الضأن الحمري الذي يتوالد في قطر.. طلع أيضاً خائن للمواثيق.. بل هناك الإبل السودانية التي تتكاثر بكل أريحية في أراضي المملكة العربية السعودية. ولا أعلم أيضاً ما تسرب غيرهم دون أن يطرف جفن لأولئك المطالبين بالتصدير.. وهم يرددون.. لا تخافون.. لن يتوالدوا خارج السودان.. هل توقف أحدهم وتساءل: لماذا إذن الحرص على جلب الإناث من السودان إن لم يكن بغرض التوالد؟؟ في عرض أزياء مثلاً؟؟ بعض الأصوات كذلك تقول إن الذكر هو الذي يحدد نوع المولود.. لذلك هو الذي يؤثر على تغيير الخريطة الجينية.. يقولون هذا و(كأنهم يحافظون على الذكور).. نفول إن الذكر وإن كان يحمل كروموزوم النوع.. فإن ذلك الكروموزوم لا يحمل جينات أخرى غير تلك المحددة للنوع.. لذلك تظل الأنثى هي الأهم فهي حاملة الجينات الأكثر.. وهي التي تؤثر في تغيير الخريطة الجينية.. وأيضاً الجينات المميزة غير الخاضعة للتزاوج في الميتوكوندريا. الشئ المضحك الأخير أن القانون الذي يبيح تصدير الإناث يقابله قانون يمنع ذبحها داخل السودان.. أها (دا اسمو شنو؟؟ وساكن وين؟؟) أرجو أن أجد تفسيراً يحترم العقول.. لأننا كما ذكرت في المقال السابق.. ما جينا البلد دي في لوري شطة.. د ناهد قرناص الجريدة