مجدي عبد العزيز معتمد أمدرمان واحدٌ من المُعتمدين السبعة لولاية الخرطوم، الذين تقع مكاتبهم وسط غابات النفايات، فكل الأحياء التي يتوسّطها مبنى محلية أمدرمان أصبحت شوارعها مَكَبّات للنفايات لا تأتي العربة إلاّ مرات نادرة تَأخذ ما خَفّ وزنه وفي مُتناول يد العُمّال ثم تترك الباقي ملقياً أماكنه، والحق يُقال إنّ أحياء أمدرمان لم تشهد تردياً في البيئة مثلما شهدته في عهد مجدي عبد العزيز هذا، فلَم يَره أحدٌ يوماً يمر بالشّوارع مُتفقداً إيّاها ولا مُعلناً تَضامناً مع أهل أحياء أمدرمان المُستعدين دائماً للعمل مع المحلية لنظافة الأحياء مثلما كانوا يَفعلون دائماً، وليس سُكان محلية أمدرمان وحدهم مُستعدون للتعاون على نَظافة الأحياء بل كل المحليات، ولكن كَيف ينزل المُعتمدون من أبراجهم العاجية ويتعاونوا معهم، السيد مجدي لا يعلم أن تلك المَكَبّات أصبحت مصدر قلق بالنسبة للسكان، لأنّها أصبحت مصدر تلوث مُخيف، ومُؤكّد أنها مصدر من مصادر الإسهالات والملاريا والتايفويد وغيرها..! أكثر ما يُثير الاشمئزاز والقرف في دائرة مسؤولية مجدي عبد العزيز خور أبو عنجة الذي كان قبل سنوات فكرة مشروع سياحي، وبدأ العمل فيه ثم توقّف ليتحوّل إلى مَكب نفيات وأضخم مَصب للصرف الصحي وهو أيضاً مصدر تلوث في المنطقة، ثم يأتي بعده سُوق أمدرمان، وما أدراك ما سُوق أمدرمان بقرة المحلية الحلوب، وسوق أمدرمان ليس بأفضل من أيِّ سُوقٍ آخر، أصبح خطراً ومنبعاً لكل أمراض التلوث، فهو يفتقر إلى كل شيء صحي وتقطنه كل الحيوانات الضالة، وسَكنٌ لكثيرٍ من المتشردين والمتسولين والعاملين فيه أيضاً، من يرى سُوق أمدرمان في الليل وعند الصباح الباكر يتأكّد له أن هذه الحكومة تفتقر إلى أدنى مشاعر الإنسانية والضمير. سُوق أمدرمان رغم ما يُعانيه يُمكن تنظيمه ولكن كل المُعتمدين الذين مروا على المحلية خلال 28 سنة ما كانوا لا يرون فيه إلاّ مصدراً للجبايات وتمويل المحلية، هكذا تنظر الدولة إلى الأسواق، ولذلك لا تتطوّر إلاّ في مجال الفوضى التي تجعل الجبايات تكبر وتزداد..! معتمد أمدرمان مجدي عبد العزيز مثله مثل كل المُعتمدين الذين يعتمدون (الشو) في عملهم دُون القيام بإنجاز مُستقبلي، فالرجل لديه برنامجٌ لإعادة تنظيم وتطوير سُوق أمدرمان، ولكنه اعتمد على نظرية الفوضى الخلاقة، فواحدة من الأشياء التي قام بها هي عمل عدد من الطبليات بمساحة مترين في مترين في منتصف سوق أمدرمان، جزءٌ منها يقع شرق بنك النيلين في مساحة كانت مُخصّصة للنفايات منذ زمنٍ طويلٍ وبها حاويتان كبيرتان تُجمع فيهما النفايات، السيد مجدي أزاح الحاويتين جانباً على الشارع العام وقام بإنشاء الطبليات في مكانهما وفي الجُزء الذي اكتمل، وَضَعَ لافتة كبيرة عليها صورته وكَتب عليها (إعادة تنظيم وتطوير سوق أمدرمان – الأستاذ مجدي عبد العزيز معتمد محلية أمدرمان "رأيي من رأيكم") لا أدري ماذا يقصد بالجُملة الأخيرة هذه..!؟؟ السُّؤال الذي يطرح نفسه، هل معتمد أمدرمان يُقرِّر لوحده ماذا يفعل بالسوق ومَاذا يبني وبأيّة مَواد، أم أنّ هذا اقتراح مُتخصِّصين في التّخطيط والبنَاء، لأنّ هذا النوع من الطبليات الحديدية تُؤكِّد أنَّ هدف المُعتمد هو خَلق المَزيد من مَصادر الجبايات والسَّلام. سُوق أمدرمان وأحياؤها القديمة تحتاج إلى وقفةً حَقيقيّةً لإعادة تَنظيمها وتَطويرها.. فقد أُهملت بما فيه الكفاية وهي الآن أصبحت كالمناطق المَهجورة البعيدة التي لا تراها عين الحكومة رغم أنها رأت ما هو خلفها..! اسماء محمد جمعة التيار