في كل العالم ليس هناك مشكلة لها علاقة بقضايا المواطنين تصل الرئيس عبر المواطنين أنفسهم، وليس هناك مواطنون يستنجدون بالرئيس من أجل الحصول على أساسيات الحياة، الماء، الكهرباء، الأمن، الصحة والتعليم إلخ، لأن الرئيس لديه من يمثله و يقوم بدوره على أكمل وجه ويكون على علم بكل مشاكل المواطنين، وهو من يقابل الرئيس إذا اقتضى الأمر قبل أن يشعر المواطنون بالمشكلة، في السودان ليس هناك مسؤول يقوم بعشر واجبه، ولذلك تصل القضايا إلى رئاسة الجمهورية باستمرار، وكثيراً ما نسمع أن الرئاسة وجهت بالاهتمام بقضية ما بعدما الوصول إليها وتذمر المواطنين، وحتى بعد التوجيه لا يتغير الحال فيعقبه توجيه ثانٍ وثالث ورابع ولا حياة لمن تنادي، يحدث هذا لأن المؤتمر الوطني يدير البلد بلا هدف ولا رؤية فكل مسؤول يفعل ما يريد، لا يستمع إلى صرخة مواطن ولا يستجيب لشكوى، ولذلك لم يتقدم السودان قيد أنملة خلال 28 سنة كاملة. خلال الأيام الماضية سير مواطنو مدينة وادي حلفا مظاهرات فجرتها حادثة قتل ويبدو أن القتيل لم يجد الرعاية الطبية الكافية، وهي حادثة تؤكد غياب الأمن والصحة كعادة كل المناطق في السودان، ولكن الغريب في الأمر أن مواطني حلفا في سابقة هي الأولى من نوعها طالبوا بأن يتبعوا لرئاسة الجمهورية مباشرة، أي يكونوا تحت رعاية الرئيس شخصياً، والسبب ليس لديهم مسؤول يسمعهم بدليل تراكم المطالب فيما يتعلق بنقص الخدمات كما قالوا، ومنها نقص الأطباء والكوادر الصحية وعدم وجود إسعاف بالرغم من المدينة لديها مصادر دخل تدر المليارات على الدولة، كما تم افتتاح معبر في منطقة ليس بها سكان ومفصولة عن المناطق السكنية أثار حفيظتهم لأن الأمر هدر للمال العام. هذه الحادثة تؤكد مدى خطل سياسات الحكومة وإخفاقها في اختيار القوي الأمين، وهي ليست مشكلة وادي حلفا وحدها بل كل المدن السودانية حتى الخرطوم، وإن كانت مطالبة أية منطقة بتبعيتها للرئيس تحل مشكلة لطالبت كل مناطق السودان بذلك، ولكن الرئيس وحده لا يمكنه فعل شيء فهو ولى من يعتقد إنهم سينجزون العمل إنابة عنه وقام بتغييرهم أكثر من مرة بآخرين ولكن الحال كما هو، فقد أثبتت الأيام إن كل الذين اختارهم خذلوه ولم يكونوا على قدر المسؤولية التي كلفهم بها، وبما أن الأمور قد فاتت الحد فاعتقد أن الأمر يحتاج إلى مراجعة على أن لا تخضع لمعايير المؤتمر الوطني التي أثبتت فشلها، ويجب أن تتم وفقاً لمعايير المواطنين التي تعتمد على معرفتهم الشخصية بالمسؤول والتي يمكن من خلالها اختيار القوي الأمين. آخر حل يلجأ إليه المواطنون حين يتضررون من مسؤوليهم هو الاستنجاد بالرئيس، ومطالبة مواطني وادي حلفا بتبعيتهم لرئاسة الجمهورية هي صرخة بأن (الحقنا يا ريس) وهي صرخة على لسان أهل كل منطقة في السودان، وعليه لا حل إلا في محاسبة المسؤولين الفاشلين بحزم واستبدالهم بمن يختارهم أهل المنطقة حتى ولو لم يكونوا منتمين إلى المؤتمر الوطني فمصلحة الوطن تحتاج إلى الجميع فألحقهم يا رئيس، إذ ليس هناك أحد يتوقع ماذا ستكون ردة فعل المواطنين بعد الاستنجاد بك شخصياً. أسماء محمد جمعة التيار