- بَوْل الإبِلِ ,----------- = .{ إنَّ هؤلاء الشيوخ يُفضِّلُون الأحْذِية الإيطاليَّة.}..هكذا قالَ عبْدُ الحكيم عندما دَلَف إلى قهوة أدَروب حامِلاً كِيساً فيه حِذاء خطيب المسجد.لقد تمكَّنَ حكيم مِنْ سرقَتِه بينما كان الخطيب علي المِنْبَر يخْطُبُ للجُمُعة.لقد كان حِذاءً إيطاليَّاً أسوداً لامِعاً وكان جديداً. ,,,,,,, إنَّ علي الواثِق من نفسه ودينِه وحُجَّته أنْ يَعِي أنَّ دعْوَتَه لا تعيش إلا في إطار من الإنسانية.إنَّ الدين نُصُوص مُحدَّدة في الكُتُب السماوية , وما عدا المكتوب في الكُتُب السماوية لا تعدو كَونها خٌرافات وتدبيجات وتآليف وسخائم نُفُوس من رجال الدين. إنَّ الإنسانية كُلْ والدين جُزْء. الإنسانية بَحْرٌ واسع والدين نُصُوص معدودة مِنْ ربِّ الإنسانية. فهذه هي زاوية ترتكز عليها الآيدلوجيات اليسارية ومِنها تَرْمِى. بل الحضارة الغربية كلها. وحدث في الكُتلة الشرقية الماركسية ما يعرفه الجميع من انشقاق تروتسكي عن لِينين في الإتِّحاد السوفيتي, ومِنْ إختلاف خروشوف عن سياسة سَلَفِه ستالين بالدعوة إلى [ التَعايُش السِلْمِي.]. Co - existence. بدلاً من الحرب المحتومة بين العالم الإشتراكي والعالم الرأسمالي, وبتقرير أنَّ إنتصار الإشتراكية قد يأتي عن طريق ما تُعانيه الرأسمالِية من تناقُضات وبُذُور فناء داخلها. وتكلَّمَ ليبرمان عن ضرورة الحوافز الإقتصادية للعُمَّال ومُراعاة مطالب المُستهلكين. وفي أوربَّا أعلن الحزب الشيوعي الإيطالي أيام زعامة تولياتي إيمانه بالنهج الديمقراطي وعدم ضرورة العُنف الشوري ودكتاتورية البروليتاريا. وحدث الإنقسام بين يوغسلافيا والإتِّحاد السوفيتي ثُمَّ بين الصين والإتحاد السوفيتي. هذا مثال لحصيلة التطور داخل هذه المنظومة في مدي مائة عام.فإذا إلتفتنا إلي الفكر الإسلامي وجدناه جامداً قانعاً بالتحسُّر علي الماضي. في مِثْل هذا اليوم مِنْ كُلِّ أسبوع يصعُد آلاف الأئمَّة إلي منابر المساجد فيدْعُون , وملايين المُسلمين يُؤمِّنُون, علي الغرب وأمريكا وإسرائيل, بأن يُدك الله بيوتهم ويُزلزلهم ويطلِّع دينهم. فما رأينا اللهَ استجاب لدُعاءِ داعٍ ولا تأمين مُؤَمِّن. بل بالعكس فإنَّ الغرب وإسرائيل وأمريكا في ثباتٍ ونبات , وهُم في كُلِّ يَوْمِِ يُرْذَلُون. ورأينا المساجد هذه مفروشة بسجَّاد مصنوع غالباً في ألمانيا الغربية, وتُرطِّب حرارتها مُكيِّفات هَواءِ أمريكية , وتُضيئُها لمبات تونسجرام هنغارية, وكلمات مولانا الخطيب تُجلجل فيها عبر مُكبِّرات صوْت هولندية الصُنع, ومولانا , قدَّسَ اللهُ سِرَّه, عباءته من القماش الإنجليزي الفاخر, وثيابه من الحرير الياباني, وساعته زودياك سويسرية رائعة., وإذا مَرِض مولانا يذهب سريعاً إلي الغرب الكافر للعلاج تارِكاً وراءه الحبَّة السوداء والرُقية الشرعية وعسل النحل وبَوْل البعير. " شُكْرى"