تقتضي أخلاقيات البحث العلمي احترام حقوق الآخرين وكرامتهم سواءا كانو زملاء مشاركين في البحث أم مستهدفين من البحث، واحترام الحقوق الانسانية في إجراء البحوث العلمية يعتبر من أساسيات نجاح هذه البحوث وقبولها كقيمة علمية تضيف للتطور الانساني والحياتي نكهة القابلية الفطرية من الإنسانية جمعاء وخاصة الشعوب العربية المسلمة التي منهجها التوجيهات الاسلامية الفاضلة. وترتكز قيمة البحث العلمي في سماحة الإسلوب الذي تم به البحث وهل تم إجراؤه بحيث يتم تجنب الضرر فيه للعينات المستهدفة التي تم إجراء البحث عليها أم لا، وهذا يتطلب الحصول على الموافقة اولا من أجهزة الدولة المختصة وثانيا من الجهات المستهدفة بالبحث. قام مدير جامعة كسلا وعميدة كلية الطب بنفس الجامعة بإجراء بحثا علميا عن نسبة مرض الإيدز في نساء شرق السودان، من نساء البجه وغيرهم، وقد استهدفوا شريحة معينة بهذا البحث وهن النساء الحوامل. وذكرا أنهما تحصلا على الموافقة الأخلاقية لهذا البحث من لجنة تابعة لوزارة الصحة تعرف بلجنة البحوث الأخلاقية بوزارة الصحة بولاية كسلا Ethical Research Committee in Kassala State - Minstry of Health علما أن معظم الولايات لا توجد بها مثل هذه اللجنة، وعند استفسارنا عن وجودها في وزارة الصحة ولاية كسلا، لم نجد لها أثرا في أرض الواقع، لا من قريب ولا من بعيد. ونوجه السؤال لمدير جامعة كسلا ولعميدة كلية الطب أين هي هذه اللجنة? وأين مكاتبها? ومن هو رئيسها ومن هم أعضائها ومتى تم إنشاؤها ونطالبهم بإبراز موافقة هذه اللجنة المكتوبة وموقع عليها بنفس تاريخ الفترة التي تم فيها إجراء هذا البحث. والمصيبة الأخرى الأدهى والأمر أن المدير ووكيلته كانا يأخذان عينات الدم التي يفحصان نسبة الأيدز فيها مما تبقي من الدم الذي يأخذونه من المرأة لأجراء فحوصات الحمل الروتينية الأخرى المعروفة، فهل تعلم النساء اللاتي قامن بزيارة هاذين الإخصائيين في فترة إجراء هذا البحث أنهن تم إجراء فحص الأيدز عليهن، أم أن هذا هو النصب والاحتيال العلمي ..? أين موافقة هؤلاء النسوة الحوامل اللاتي ربما تكون احداهن اخت القارئ او زوجته او زوجة أخيه او جاره،،?? بحث نسبة الإيدز في النساء الحوامل أجراه المدير وعميدته في عدد 430 إمرأة حامل من شرق السودان. فإن قام مدير جامعة كسلا وعميدة الطب بأخذ الموافقات من أي إمرأة حامل في تلك الفترة فليبرزو لنا هذه المستندات لنعلم حقيقة هذا الأمر، ولكن الثابت أنهم كانوا يجرون الفحوصات علي ما تبقى من عينات الدم التي يتم أخذها للفحوصات الروتينية العادية للحمل. هذه البحوث العلمية والتي ليست لها كبير علاقة باختصاص النساء والتوليد والمعروف أن جميع من ينتسبون لهذا التخصص يقومون بإجراء البحوث العلمية عن الأجنة والتشوهات الخلقية وكيفية معالجتها داخل الرحم قبل الولادة وعن المشيمية واختلافاتها والأسباب الجوهرية للحمل الخارجي ومضاعفاته وغيرها من بحوث تطبيقية عملية تتعلق بمجال النساء والتوليد في دوره الجراحي وليس دوره الاجتماعي كإجراء مسحا إجتماعيا إحصائيا كما يفعل المدير وعميدته. هذه البحوث تتسبب في رفع الدرجات العلمية لأصحابها ولكنها ان قامت على انتهاك الخصوصيات والحرمات، فلا شك أنها وبال على صاحبها، فالبشر ليسوا بفئران تجارب حتى يتم إستغلالهم ودون أخذ موافقتهم يتم إجراء الفحوصات على دمائهم. حقيقة إن ملفات البحوث العلمية تحتاج للتنقيب والمراجعة فقد ظهر مجموعة ممن يدعون أنهم (بروفات) في فترات وجيزة يستغلون كثرة المجلات العلمية الهامشية التي تقوم بنشر أي مواضيع دون المراجعة والتقصي، فتجد أن أحدهم قد أصبح بروفيسور ما بين ليلة وضحاها،،، إنه زمن العجائب،،، مقدمه/ علي بابا أستاذ التشريح البشري