لا أنكر أن علاقتي بالرياضة وكما أسلفت الذكر في أكثر من مناسبة قد إنقطعت منذ بواكير الشباب وتركتها خلف شواطي الوطن وأنا أملا أشرعة الأمل في غربة لم أحسبها ستطول ولكنها على كل حال كتبت علينا كخطىً ومشيناها ..فلا عدنا بيقين التوبة عنها ولاعادت رياضة السودان الى أمجادها وقد تركناها تصارع أذرع السياسة التي إمتدت اليها مدعية أنها ستحيلها الى جماهيرية بقرار من الراحل الرئيس جعفر نميري .. بيد أنها وياللمفارقة المحزنة أصبحت لاتعبر عن تلك الجماهير المُفترى عليها ..مثلما سُرق صوتها في بقية حقوقها المشروعة الأخرى! الرياضة الآن وعلى مستوى العالم المتحضر أصبحت صناعة تدر المليارات إذ تبناها تمويلاً المستثمرون حتى أثرياء العرب منهم ولكنهم تركوا عجين خبزها و إنضاجه لأصحاب الخبرة الإدارية والفنية في أفران التدريب ومعارض التسويق الإداري ! والقوانين المرعية في بلاد صناعة الرياضة وامبراطوريات أنديتها الكبرى تلزم الأندية بسداد فواتيرحالات التفلت و الشغب من قبل مشجعيها والتي قدتتجاوزإتلاف الممتلكات الثابتة والمنقولة الى إزهاق الأوراح والسوابق الشاهدة على ذلك كثيرة ! السياسة من جديد تطل عندنا برقبة فضولها الضار من نوافذ مقرات إدارة هذا المنشط الذي يفترض أن يكون ثوبه نقيا من دنسها حتى لا يهدد بقاءنا بهذا الستر الخجول في المحافل الدولية التي لها من الضوابط والمعايير الصارمة ما لا يجوز مخالفته دون التحيز لدولةغنية كبرى أو أخرى صغيرة فقيرة ! ولكن إدارات الأندية الكبرى جماهيريا والعريقة تاريخيا في بلادنا بات يستأثر بها أصحاب المال الطامحون للشهرة على حساب قيم كثيرة تحطمت أجنحتها مع اشتداد رياح سطوتهم التي تسعى لإستحواذ الجمل بما حمل كملكية فردية ..فكان التردي وتوالي الهزائم وارتفاع معدلات التراجع الإقليمي .. أما الدولي فحدث ولاحرج .. بينما الجماهير يتضاعف تعصبها لأنديتها بالقدر الذي أضعف في نفوسها المغبونة الروح الرياضية في التعاطي مع نتائج فُرقها تنفيسا بالتخريب وفقدان الوعي الوطني الذي يحتم مساندة أي فريق يمثل الوطن ..طالما من المفروض أنه لا يسعى لتحقيق أمجاد ذاتية له ولجماهيره حصريا لاسيما في منافسات كرة القدم مالكة العقول والقلوب والعيون ! فالرياضة روح قبل أن تكون جهداً جسديا .. متى ما فقدها الرياضي لاعبا كان أو إدارياً فلا ينبغي أن ينسب الى إسمها ..وهي نشاط شعبي متى ما غمست السياسة قدمها في جدول طهره جعلته عكراً لا يصلح لسقيا ملاعبها الخضراء التي يجب أن تماثلها في اللون والنمو ذات الروح الرياضية لتتسيد المشهد العام خارج أوداخل ملاعبها ..فتعود كما كانت شعارا على أرض الواقع لا كلاما يقال من خلف القلوب ويسبقه بذيْ القول في التشجيع بالتعصب الكفيف البصر أوالتشنيع بالشماتة عديمة البصيرة !