٭ أجرى الزميلان عبد الماجد عبد الحميد وطلال اسماعيل مقابلة مع الشيخ يس عمر الإمام بصحيفة ألوان العدد الصادر يوم الأحد 21 أغسطس عام 7002م. ٭ الحوار كان شيقاً وجريئاً عن هموم الحركة الإسلامية المحلية والعالمية ولا غرو في ذلك فالشيخ يس عمر الإمام من طلائع الوطنيين الذين تصدوا لحمل هموم الوطن تراباً وانساناً.. بدأ مشواره الوطني يسارياً وانتهى إسلامياً يحلم بسودان السيادة الكاملة والعدل والحرية ولكن. ٭ وأنا أطالع الحوار الذي قرأته أكثر من مرة استدعت ذاكرتي وبصورة مكثفة كتاب الدكتور حيدر ابراهيم الذي أصدره في الربع الأول من تسعينات القرن الماضي (أزمة الإسلام السياسي الجبهة الإسلامية القومية في السودان نموذجاً). ٭ بعد تجربة ثمانية عشر عاماً من الحكم قال الشيخ يس (السودان شلنا عليه الفاتحة) بكل أمانة يعتبر السودان مات فلا حدود جغرافية كما كانت ولا نسيجه الاجتماعي كما كان فاثيوبيا ذهبت بالفشقة ومصر بحلايب وحتى مياه النيل المصريون لا يرضون بنسبة السودان فيها ولا ان يسقى منها مشروع سندس الزراعي.. السودان تناقص من أطرافه فولاية الجزيرة بدأ أهلها ينتظمون في كيان ويطالبون بحقوقهم وانظر ما يحدث في شمال السودان وفي جنوبه وغربه. ٭ دكتور حيدر في كتابه قال (الحركة الإسلاموية في جوهرها حركة طاعة وخضوع ونمطية وتقليد في الفكر والتنظيم وذلك لأن فكرة الفتنة تحتل موقعاً محورياً في نظامها الفكري السياسي والتنظيمي لذلك يمكن ان يسمى أي اختلافاً في الرأي أو محاولة التجديد فتنة يضاف إلى ذلك في اللغة الحديثة للحركة الإسلاموية مصطلح المرونة والذي يعني عملياً التراجع غير المنظم عن المواقف بقصد حفظ الوحدة وتجنب الفتنة، شهدت الحركة الإسلاموية السودانية اختلافات عميقة بسبب القفزات التي تقوم بها القيادة بسبب حدة قضايا جديدة في الفكر (الموقف من المرأة والفن) مثلاً. ٭ كتاب دكتور حيدر صدر قبل المفاصلة وقبل ظهور المؤتمر الشعبي وكان قراءة نافذة لطبيعة تنظيمات الإسلام السياسي والرصد الصادق من واقع التجربة جعل شيخ يس يقول عندما سأله المحاوران ان يقارن بين تجربة حماس في السلطة مع تجربة الحركة الإسلامية في السودان (أعتقد ان تجربة حماس أحسن لأنها دخلت السلطة وخرجت منها وهي نظيفة ومتماسكة ولديها مد شعبي والحركة الإسلامية دخلت السلطة وخرجت مضعضعة وفيها فساد شديد وفيها ظلم وأدت مفاهيم معاكسة للقيم التي تعلمها للناس وزارني بعض الاخوان بالمنزل وكان من ضمنهم حسن الترابي وقلت لهم بأنني أخجل أن أحدث الناس عن الإسلام في المسجد الذي يحاورني بسبب الظلم والفساد الذي أراه وقلت لهم بأني لا أستطيع أن أقول لأحفادي انضموا للاخوان المسلمين لأنهم يرون الظلم الواقع على أهلهم فلذلك الواحد يخجل يدعو زول للإسلام في السودان أنا غايتو بخجل). هذا مع تحياتي وشكري الصحافة