العنف في الجامعات السودانية أصبح أحد أهم المواضيع التي تناقش في الساحة السودانية مثل غيره من الظواهر التي تجتاح السودان كل يوم دون إذن بل وأكثر ويجد اهتماما عظيما من الكثيرين من لهم صلة بالجامعات أو غيرهم، وقد أقيمت العشرات من ورش العمل واللقاءات التي تبحث في أسباب العنف ومعالجاته وتصل لنفس النتائج والتوصيات، ورغم ذلك يظل العنف قائما ومستمرا مع استمرار الجامعات وتخسر الكثير كل عام. وتقول الحقائق والدلائل إن العنف في الجامعات أصبح ظاهرة في العشرين سنة الأخيرة ولم يكن وليد الصُدفة وإنما هناك العديد من الأسباب التي هيأت له الجو ومنحته الفرصة ليعبر إلى أغلب الجامعات ويقيم فيها ويتطور مع الزمن، بعد أيام سيبدأ العام الدراسي وسيتواصل فيلم العنف وما حدث في بخت الرضا سيكون له امتداده أن لم يتم معالجة الأمر بالحكمة. الكل يعلم تماما أن إدارات الجامعات تبذل قصارى جهدها لتبقى الجامعات على قيد الحياة ولكنها تعجز عن جعلها جامعات حقيقية تقوم بدورها من خلال توفير ادنى المتطلبات التي يحتاجها الطالب لأن المسؤولية كبيرة تحتاج إلى دعم الدولة، ودولتنا لا تضع الجامعات في اعتبارها لأنها ببساطة لا تهتم بالعلم عموما، مع أنه من مصلحتها أن تكون الجامعات حاضرة في كل سياساتها، فكل الدول التي تقدمت اهتمت بالجامعات وصرفت عليها، وما التصنيف العالمي للجامعات الذي يظهر كل عام ونحن نتذيله إلا دليل يؤكد كيف تفكر حكومتنا، ففي الوقت الذي تتنافس فيه الدول لتكون جامعاتها في المقدمة تتحدث هي كيف تحارب العنف مما يعني فعليا أنها تعاني من التخلف، والجامعات في أية دولة تعكس مستوى تفكير الحكومة، وليس هناك دولة في العالم تواجه جامعاتها ما تواجهه الجامعات السودانية، جامعاتنا بحاجة إلى التمويل وهو من سيمنحها الفرصة لتتخلص من العنف لأنها بالمال تستطيع أن توفر البيئة المناسبة والبنية التحتية والمنهج المناسب والأستاذ المبدع وتفتح آفاق البحث العلمي للطلاب وستملأ كل الفراغات بما يجدي وسيجد الطالب نفسه مشغولا بحياة جامعية مفعمة بالنشاط الرياضي والثقافي والحركة والعمل والإبداع ولن يجد الملل والإحباط طريقه إلى نفوس الطلاب، فحين يتأكد الطالب أن طموحه سوف يتحقق لن يتوانى عنه أو ينشغل بأي شيء مهما كان مغرياً، لن تهدأ الجامعات مالم يتم قفل باب الإهمال الرسمي الذي تعانيه، والفقر الذي تعانيه الجامعات لاشك أنه سينعكس على الطلاب. فجامعات فقيرة لن تخرج غير طلاب فقراء في كل شيء. التيار