(1) أول مرة التقى بها في مناسبة عامة، حدثها عن (طوحالها)، جماله وروعته وسحره الأخاذ. كانت صاحبة (طوحال) مثل (أزميل فدياس)، ذا روح عبقرية. أدهشها حديثه عن (طوحالها) هذا هي لم تتعود على مثل هذا الغزل (الطوحالي) الصريح. عندما كانت في المرحلة الثانوية، تذكر جيداً أن (أولاد) حارتها كانوا يتغزلون في (عيونها)...عندما تقصد (البقالة) لتحويل رصيد، رقاب أبناء الحارة كلها كانت تشرئب لالتقاط رقم هاتفها الجوال، كانت تهمس بالرقم الأخير همساً. هذا شخص آخر، يختلف عن كل الشباب شخص يحدثها عن (طوحالها)، ويشعرها بقيمته العظيمة. هل يمكن أن نسمى هذا الأمر شيئاً من الغزل الطوحالي؟ هل يوجد (أدب) للطوحال؟ اعترفت في (مذكراتها) السرية، بأن ذلك الرجل يدهشها أكثر. الجرأة التي يتحدث بها عن (طوحالها) تجعله يكبر أكثر في نظرها. لم تعد تقف أمام المرآة لكي تنظر إلى وجهها القمري. أصبحت تتلمس (طوحالها) بشيء من الإعجاب والتقدير الكبير. (2) عندما تطورت علاقتهما، وأصبحت بينهما رسائل متداولة عبر (الواتساب)، بدأ يحدثها عن (بنكرياسها). هذه جرأة أخرى. كانت تعلم أن انتقال الحديث من (الطوحال) إلى (البنكرياس)، يعني أن محبوبها أصبح لا يستطيع أن يستغنى عنها. أصبح مفتوناً بها هذا تقدم ملحوظ في الحب. هي تعرف غلاوة (بنكرياسها)، فهي من عائلة اشتهرت بنقاء (البنكرياس) وصفائه. لذلك كانت تمعن في التدلل ببنكرياسها. وكان هو كلما أراد أن يشعرها بحجم حبه الكبير لها، كان يحدثها في تعمد ملحوظ عن (بنكرياسها). حتى أنها في جلساتها الأخيرة معه وهما في تجوال بين حدائق العاصمة وكافترياتها الباذخة كانت تشعر بالغرور. أضحت مغرورة جداً ببنكرياسها. هذا يعيدني إلى التساؤل الأول هل انتهى زمن (العيون متل الفناجين)، (وعينيك فيها علم الطب)، (وعيونك ديل عيون أهلي)؟ هل انتهى زمن (الخدود الشاربة من لون الشفق) و (الغزال حاسدك عشان فيك الضمير)، (وسال من شعرها الذهب). هل دخلنا في عصر (الطوحال والبنكرياس والكلى). هذا عصر (مادي) جداً وعواطفه (تجارية). (3) فجأة انتقل محبوبها للحديث عن (كُلاها). لم تكن تمضي جلسة بينهما في إحدى كفتريات العاصمة المثلثة، دون أن يحدثها عن (كُليتها). كان لا يجد حرجاً في أن يقول لها: (أتدرين كم هي قيمة كُليتك الشمال في النمسا؟). كانت تقول له بفرح طفولي: كم؟ فيقول لها: (50) ألف دولار. فتقول له: لم أكن أعرف أن (كُليتي) عندك غالية لهذا الحد تقول ذلك وهي تتلمس (كُليتها) وتنظر إلى الأرض في حياء لو وزع على نساء الأرض لأغلقن هواتفهن الجوالة في كل يوم من السادسة مساءً. (4) مع حديثه المستمر عن طوحالها وبنكرياسها و (جوز) كُلاها، لم تكن تعرف أن محبوبها هذا (تاجر أعضاء بشرية). الحب عماها عن أن تشعر بذلك الأمر. رغم أن والدها كان كلما خرجت من المنزل صباحاً أو مساءً، حذرها وأوصاها بأن تحافظ على (بنكرياسها) وتبقى عشرة على (طوحالها)!!. إنه (بنكرياس) منصرف عليه. بنكرياس التومة بنت خادم الله. إننا في زمن الحب (البنكرياسي). نحمد الله أن (المريء) لم يدخل السوق بعد!! الانتباهة