الفنان الكوميدي والمسرحي الراحل الفاضل سعيد طيب الله ثراه .. حينما تضايق من همبتة موظف الضرائب الذي كان يلازمه كظله و يجلس له عند كل عرض مسرحي قريبا من شباك بيع التذاكر .. وفي مرة كان الدخل ضعيفا ولكن الموظف أصر رغم ذلك أن يستقطع نسبة مصلحة الضرائب وباصرار ..فداعبه الفنان الظريف بقوله .. أنه الان تأكد من تحقق وفهم مغزى دعوة والدته له بكلمه .. ( الضريبي الياخدك ) عندما كان صغيراً ويرتكب أي خطأ يستحق عليه العقاب اللفظي ! الان الكثير من الإخوة والأخوات المشتغلين بالمهن الفنية والموسيقية أيقنوا هم أيضاً ذلك المعنى الذي قد يكونوا سمعوه من الأمهات والحبوبات في لحظة الغضب العابرة منهم التي لاتعدو كونها تعبيرا عن ضيق لا يلبث أن يتحول الى حنودافق أوندم على ذلك التقريع ! وهو بالتأكيد ليس كضيق الحكومة في جيبها الذي يدفعها للبحث عن مصادر دخل إضافية لحلب كل ذي ضرع وإن كان هزيلاً مثل صبية الدرداقات أو بائعات الشاي الخ تلك الفئات المطحونة الباحثة عن رزقها في زحام هذه الحياة الضاغطة بالنزوح وهجر الديارالطاردة ! الان فقط تذكرت الدولة ممثلة في مصلحة الضرائب أن أهل تلك المهن يغردون ويبيضون خارج عش الخزينة الضريبيبة في بلد أصبح الغناء مهنة من لا صنعة له فاصدرت فرمانا لهم بضرورة تسوية أوضاعهم الضريبيبة وإلا تعرضوا للسيناريو الساخر الذي خطه الزميل الذكي القلم الأستاذ الفاتح جبرا .. بأن تقوم شرطة الكشات الضريبية بأخذهم من على المسرح في حالة عدم السداد و تضعهم في الحراسة مالم يقوموا بالدفع نقدا أمام مستمعي الحفلة أوإظهار أيصال السداد ! لا أحد ينكر حق أي دولة في تحصيل ضريبة الدخل من أي مواطن..بل أن الشعوب الراقية تسدد ذلك الحق لدولها بطيب خاطر ..طالما أن تلك الأموال ستنعكس لهم في شكل خدمات راتبة لا تنقطع ويتلقونها كمرود مستحق في الضمان الإجتماعي وخلافه .. وهي واجبة على كل فرد سواء كان سياسيا أوتاجرا أوعاملا أونجما فنيا أو رياضي وقس على ذلك..! لكن أن تتحول عملية الجباية الى نوع من الإذلال التي يتكسب منها موظفو المصلحة الذين تحفزهم الى إتباع تلك الطريقة النسبة التي يتلقونها تصاعديا كلما زادوا من تحصل الربط المفروض على إدارتهم في عموم الميزانية العامة إن كان ذلك هو المتبع فعلا .. فهو اسلوب مرفوض جملة وتفصيلا ..و ليس من السلوك الحضاري أن تتم المطاردات المهينة لكرامة المواطن أياً كانت مهنته أو مستوى دخله .. ! نعم لأداء الواجب ناحية الوطن ولكن من حق دافع الضرئب أن يتسال ايضا عن مصادر صرف تلك الأموال التي ينبغي أن تعود عليه بالمنفعة العامة أوالخاصة ..وساعتها مع ارتفاع مستوى الوعي الوطني بأهمية تبادل الواجبات والحقوق بين المواطن والدولة ستجد المواطن بنفسه يبادر الى أداء ما عليه مثلما يشتري الكهرباء والغاز و كافة ضروراته اليومية ..وهذا ما نتمنى أن يتحقق على أرض واقعنا .. ربما ! محمد عبد الله برقاوي ..