حكى ذات مرة الشاعر السر قدور بأنه وفي نهاية خمسينيات القرن الماضي حين كان شاعرنا يسكن في حي البوستة بأم درمان ويسكن العاقب ايضا في ذات الحي ، أن كتب شاعرنا أغنية ذات جرس غريب ومفردة كانت جديدة وقتذاك ، فعرضها للفنانة عائشة الفلاتية للتغني بها ، فرفضتها وسخرت من مفرداتها ، ثم عرضها على غير فنان وملحن .. فلم يستطيعوا فهم معانيها، بمافي ذلك صديقه الملحن الراحل عوض جبريل ، ثم أتى بها للعاقب وهو في حالة يأس من زوغان الفنانين منها ، فكان العاقب لها .. بل اعجب بها أيما إعجاب وكان يحس بجمال مضامين مفرداتها الجديدة وقتذاك ، فوضع لها لحناً أعجب كل الوسط الفني .. بل أعجب كل محبي الفن الهاديء ، مما أثار حنق وندم الفلاتية وغيرتها الفنية حين سمعتها من العاقب عبر المذياع وقد أصبحت الأغنية حديث المجتمع الفني ، وحين قابلت الفلاتية شاعرنا السر قدور بردهات الإذاعة بأم درمان قالت له بكل غضب : داهية تخمك وتخم عوض جبريل معاك. والاغنية تقول : ياحبيبي ... نحن إتلاقينا مرة في خيالي وفي شعوري ألف مرة ألف مرة عاش سلامك والليالي تقول كلامك والبعاد يشعل غرامك وبالمحبة عيوني ساهره عايز أشوفك تاني مره ألف مره من بعيد بتعيش معاي في فؤادي وفي عيوني وفي دماي وحبي ليك من البداية قصة حلوه بلا نهايه قصة حلوه وقالوا مُره عايز أعيشها تاني مره ألف مره ياحبيبي أمنياتي أنت يا أحلي الأماني الليالي تغني لو تغني لو نتلاقي تاني أشدو ليك يزيد حنانك يزيد حنانك من حناني وتقول معاي كل يوم كل يوم نتلاقي تاني يا حبيبي ألف مره ياحبيبي أنحنا إتلاقينا مره في خيالي وفي شعوري ألف مره ألف مره عاش سلامك والليالي تقول كلامك والبعاد يشعل غرامك وبالمحبة عيوني ساهره عايز أشوفك تاني مره ألف مره