بسم الله الرحمن الرحيم الله أكبر ولله الحمد بيان للناس قال تعالى: (إنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ) القصص الآية (4). وقال صلى الله عليه وسلم (إنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوُا الظَّالِمَ فَلَمْ يَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقَابٍ) سنن الترمزي. في خطوة مُشينة ومفاجئة للرآي العام المحلي والعالمي أقدم النظام السوداني على اعتقال الإمام الصادق المهدي في يوم السبت الماضي بأسلوبٍ ينم عن عقليةٍ عشوائية لا تعير اهتماماً بالنظام ولا تتحسب للعواقب وتخلو تماماً من الأعراف الأخلاقية والقانونية والرشد السياسي سيَما وأن الاعتقال جاء في وقتٍ يتطلع فيه المُخلصون لإيجاد معادلة تُخرج السودان من المخاض العسر الذي يمر به الآن. لقد مثَل الإمام الصادق صوت العقل والحكمة في المسرح السياسي السوداني حتى في أشد ساعات الليل ظلاماً، وما فتئا يُشخَص الداء ويُقدَم الدواء في الحالة السودانية بصورةٍ تقي البلاد ويلات التمزق الداخلي وشرور التدخل الخارجي بأسلوبٍ لا يعرف الكلل ولا فتور العزم مع توافر المقدرة على خوض النزال بوسائل عنيفة خاصةً وأنه يتقدم رجالاً لو استعرض بهم البحر لخاضوه. رجالاً ورثوا الفداء والتضحية في سبيل الدين والوطن وشعارهم الدائم "اللهم اجعلنا ممن آثر التقوى والوفاق، والصبر على الشدائد والمشاق رغبة في دوام القرب والتلاق". ورغُم صبر الإمام وعزمه على تبني الحكمة ومنهج الحوار إلا أن أهل النظام ولفترةٍ طويلة جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا. ومع تظاهر النظام في الفترة الأخيرة – بفعل الضغوطات الداخلية والخارجية- بالانفتاح وانتهاج الحوار وسيلةً للخروج من أزمات الوطن إلا أن هذا الاعتقال يفضح بوضوح هذا الإدعاء الكذوب، ويُبيَن أن دعوات الحوار من قبل النظام ماهي إلا حديث للاستهلاك السياسي وإماتة الوقت أملاً في تمديد أجل النظام وإطالة عمره. وإزاء ذلك نقول الآتي: * أولاً: ندين هذا الاعتقال بأشد العبارات لهجةً ونعتبر أن ماحدث هو سياسيٌ بامتياز ولا علاقة له بالأعراف القانونية. * ثانياً: إن النظام بانتهاجه لهذه الخطوة قد نكص عن كافة وعوده بالانتقال إلى مربع التوافق الوطني وعاد إلى المربع الأول مُخرساً لكل أصوات الحكمة والعقل داخل المعارضة السودانية. * ثالثاً: نُطالب بالإفراج الفوري عن الإمام الصادق المهدي دون قيدٍ أو شرط، وفي حال استمرار الاعتقال فإن كافة الخيارات ستكون مفتوحة أمامنا، وحينها سيعلم الذين ظلموا أي منقلبٍ ينقلبون. * رابعاً: نُعلن جاهزيتنا لحماية الإمام واستعدادنا لفدائه بأرواحنا ونهيب بكل شباب الأنصار في الولايات المُختلفة الاستعداد لأي طاريء قد يحدث في المرحلة المُقبلة. * خامساً: ستكون مهمتُنا في المرحلة المُقبلة التعبئة العامة من أجل نصرة الدين ونجدة الوطن (حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ ۖ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ) يوسف (110). ونُؤكد أن النصر آتٍ في القريب العاجل، فأشد ساعات الليل ظلاماً هي التي تسبق الفجر، ومهما طال ليل الفساد فإن فجر الصلاح قد حان بزوغه (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) سورة الأنبياء (105). شباب الأنصار البقعة 21 رجب 1435ه الموافق 20 مايو 2014م