التمرد الحزبى يجتاح المؤتمر الوطنى مع تصاعد رياح الانتخابات العاتية , بعض عضويته لم تتردد فى اعلان ترشحها بعيدا عن اشرعة الحزب الذي يفتقر للمساواة بين عضويته مما دفع البعض لهجره دون ندم واعلان الرغبة فى خوض الانتخابات دون لافتة الحزب الحاكم رغم ماله الوافر ونفوذه العميق على وسائل الاعلام وترسانته القانونية المشّهرة لقمع الاصوات المعارضة . دائرة التمرد طالت حتى منسوبيه من القانونيين , واوردت صحيفة (اليوم التالى ) الصادرة أمس ان المؤتمر الوطنى قد فشل فى حسم خلافات وسط مايعرف (برابطة محامى الحزب الحاكم ) فيما يتوجه نائب رئيس الجمهورية الى مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور لحسم تفلتات كبيرة بين منسوبى الحزب بشأن الانتخابات , حيث ترشح منسوبون للحزب مستقلين احتجاجاً على سياسة المؤتمر الوطنى فى إختيار المرشحين , حسب الصحيفة . وهكذا يتراكم الغضب داخل المؤتمر الوطنى ويعبر التمرد عن نفسه علنا وفى زمن (حرجٍ ) بالنسبة لوجوده واستمراره فى سُدَّة الحكم , فما بال قادته يتحدثون فى ثقة عن تأييد شعب السودان لهم , وعن ثقتهم فى كسب الانتخابات بغير كبير عناء , وعن استخفافهم بحملة المعارضة لمقاطعة الانتخابات ؟ سجِل الموتمر الوطنى المقدم للشعب فى زمن (الذروة ) يكشف امام الناخبين كم هو ضعيفٌ , ومتهالكٌ , فكيف يقدم نفسه ويروّج لبرنامجه وهو يفتقر للتماسك , وتغادر الثقة صفوفه فى الزمن الصعب ؟ لقد تمرَّس هذا الحزب فى زرع الانقسامات والمشاكل فى صفوف الاحزاب الاخرى , اي ان ضعفها لحد كبير صنيعة الحزب الحاكم , فما بال المؤتمر الوطنى رغم كل عزوة السلطة وجبروتها تغشاه عوامل الوهن ؟! ....تلك نهايةٌ منطقيةٌ لجسمٍ مصنوعٍ مزروعٍ فى جسد الحياة السياسية فى البلاد , لم يُسهم الا فى تعميق الازمات والاضطرابات . وفى حقيقة الامر فأن زمن مغادرته منصة الحكم قد أزف رغم اصراره البائس على تصدُّر المشهد السياسى . الميدان