في إشارة مفاجئة عممت على الوحدات العسكرية تقول بعد موافقة رئيس الجمهورية تم إحالة الضباط الآتية أسماؤهم للتقاعد، والبائن أن كل الضباط المحالين تم سحبهم من وحداتهم إلى "العمليات". والجميع يعلم ما آلت إليه القوات المسلحة من تردٍ مريع توقفت بسببه عمليات التجنيد ليتم اللجوء إلى تجميع المليشيات المستأجرة والدفاع الشعبي دون تدريب ويؤمر هؤلاء الضباط بقيادتهم إلى مناطق العمليات. قبل فترة نقلت وسائل الإعلام المشكلات التي حدثت في معسكر حطاب شرق النيل التي تضرر منها أهل المنطقة المجاورة للمعسكر، وخلع العساكر ل "الكاكي" ورميه في وجه وزير الدولة للدفاع الفريق يحيى في معسكر شندي وتصوير المشهد من قبلهم وإرساله ل "دبنقا" وتناقله في وسائل التواصل، فكلها حدثت عندما تم إخبارهم بأنه سيتم ترحيلهم على وجه السرعة إلى مناطق العمليات ليحدث التذمر والانفلات في وجه قادة القوات المسلحة، فهم من المليشيات التي يتم تجميعها في شكل كتائب دون تدريب أو تجهيز كافٍ يتم اعطاؤهم "نمرة عسكرية" ويعين لهم ضباط لقيادتهم ونقلهم هكذا إلى كادقلي بالطائرة ليلحقوا بالصيف الحاسم، وكذلك يتم الاعتماد على أمثال كافي طيارة ويعطى رتبة عقيد (ركن)، هذه العقلية هي نفسها التي كانت تطارد الشباب ب "الدفارات" إبان حرب الجنوب فيصطادون الشباب بالقوة عند الصباح ومساء اليوم نفسه يكونون في جوبا. فكيف يتم ضبط (عسكري) في مناطق العمليات لم تستطع القيادة ضبطه في معسكر تدريبه؟. لِمَ يتم تفريغ القوات المسلحة بهذا الشكل ولمصلحة من؟ فرتبة عميد بالقوات المسلحة يعادل راتبها 200 دولار! ما عدا المؤلفة قلوبهم، لا تستغربوا حتى في الجيش هذه الصفة موجودة. لهذه الأسباب كانت عمليات الصيف الحاسم الأخيرة فاشلة تماماً، وخلال الأيام الماضية اجتمع البشير بقيادة العمليات لبحث أسباب الفشل الواضحة ولكن قيادة العمليات لم تعترف بأخطائها وحاولت أن تجد مخرجاً تتستر خلفه ليقولوا: ( إن الضباط لم يعملوا جيداً ونطلب إحالتهم للتقاعد) هكذا تم إحالتهم دون محاكمة أو مساءلة . سألت أحد الضباط هل قُدمتم لمحاكمة عسكرية؟ رد عليَّ: (كنا نتمنى ذلك فهم لا يستطيعون فعل ذلك لأن المحكمة العسكرية ستدينهم وهم يعلمون ذلك، ومن جانبي لم أخطئ وهم مخيرون مع ربهم). وآخر قال: (عدد السنوات التي قضيتها في مناطق العمليات خلال خدمتي تساوي أضعاف ما قضوها هم رغم رتبهم الكبيرة، ونحن لا نخاف العمليات ولكن هم لا يعلمون كيف يديرونها). ولصحة النصائح التي كان يقولها الضباط من المحالين أن هذه الكتائب من المليشيات لا يمكن أن تذهب بهذا الشكل، تم إعادتها الآن من كادقلي بعد أن تأكدوا فعلاً من خطأ ما قاموا به وتم توزيعهم على مناطق مروي، خشم القربة، مدني، سنكات وكوستي ليتم تدريبهم من جديد. ومن جهة أخرى رشحت معلومات مؤكدة أن رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق أول مهندس ركن مصطفى عثمان عبيد قد تقدم باستقالته احتجاجاً على التخبط الذي تدار به المؤسسة العسكرية السودانية، وأكدت معلومات أخرى أن رئيس أركان القوات البرية الفريق ركن أحمد عبدالله النو تحصل في دورة الأركان التي التحق بها على معدل (د) ويعني الرسوب فلا يكون مؤهلاً لوصول رتبة عميد!. ومن صور التخبط الكثيرة لهذه القيادة العسكرية الأخطاء التي صاحبت ترقية الدفعة (42) إلى رتبة عقيد فرقِّيت نصف الدفعة وأكمل البقية من الفنيين الأحدث منهم في الأقدمية العسكرية مما أحدث تضجراً لم تستطيع القيادة الخروج منه حتى الآن.