بسم الله الرحمن الرحيم سهير عبدالرحيم سيطرت أخبار البرنامج الرمضاني (أغاني وأغاني) علي أخبار الصفحات الفنية في الصحف السيارة ، وبدأ الترويج للبرنامج الذي ظل وعلى مدى سنوات يحتل مرتبة متقدمة في المشاهدة جعلته يحظى بمكانة مميزة داخل قناة النيل الأزرق مما حدا بإدارة القناة لتمييزه حتى بقائمة أسعار إعلانات مختلفة عن قائمة أسعار إعلانات بقية البرامج. ولكن الشاهد أن كل الضجة التي تدور حول البرنامج كل عام وحول النجوم المشاركين فيه لا يمكنها أن تغطي على التراجع الواضح في جماهيرية البرنامج وتراجع نسبة المشاهدة ودخول قنوات أخرى سباق المنافسة ببرامج أكثر إثارة وجذبًا . في هذا العام عمدت قناة النيل الأزرق إلى تغيير كبير في شكل الديكور واستوديوهات التسجيل من أجل إضفاء روح جديدة على البرنامج، ومع هذا قامت بإرجاع الفنان حسين الصادق ومعه الثلاثي ( ريماز وصباح وأفراح) عودة الثلاث ( مؤديات) نفسه يوضح أن القناة اهتمت بتكملة ديكور الاستوديو أكثر من اهتمامها بجودة المضمون. إن عملية جذب المشاهد لمشاهدة برنامج تلفزيوني لا يعتمد فقط على فخامة الاستديو وحداثة الديكور وجمال الضيوف، بقدر ما يعتمد أولاً على جودة المحتوى وقيمة المادة المقدمة . وخلال عدد من سنوات البرنامج كان المشاهدون يستغلون توقف البرنامج لفاصل إعلاني حتى يتمكنوا من استراق النظر إلى القنوات الأخرى ومشاهدة برامجها لشهر رمضان ولكن وخلال العام الماضي كان المشاهدون يستغلون الفواصل الإعلانية في برامج القنوات الأخرى لمشاهدة برنامج (أغاني وأغاني) ورؤية الجديد فيه. إن الفكرة في وجود برنامج سنوي راتب بنفس المفهوم هي تجربة مطبقة في كل العالم بل إن أميز البرامج هي البرامج الثابتة أو الموسمية، ووجود مقدم ثابت للبرنامج لا يخصم من أسهم نجاحه بل يرسخ للفكرة ويخلق نوعًا من العلاقات الوجدانية بين المشاهد والشاشة تتغذى بالتكرار والتعود. ولكن وحتى تلك البرامج الموسمية العالمية فإنها تعمل في كل عام على تغيير جلدتها تمامًا مع الاحتفاظ بأهداف البرنامج وخدمة الفكرة . بالمقابل ما أصبح يحدث في برنامج (أغاني وأغاني) أو بالأصح (أعاني وأعاني ) هو احتكار عدد من الشخصيات المكرورة والمستهلكة للإطلالة عبر البرنامج، شخصيات يعجبنا مظهرهم وملابسهم أكثر من غنائهم، وهذا أبعد ما يكون عن أهداف البرنامج . قبل فترة سمعنا بانضمام النجمة الشابة المبدعة الفنانة (نانسي عجاج) إلى طاقم البرنامج، عندها استبشرنا خيرًا وتهللت أساريرنا فرحًا بها، لأن نانسي خامة صوتية يندر مصادفتها أو الالتقاء بها في دروب الفن وهي فنانة غنية بموهبتها وحضورها تملك من الكاريزما والألق ما يكفي لجذب مشاهدي كل الفضائيات إلى حيث تتواجد، هي سيدة السهل الممتنع، وملكة التطريب بلا منازع عندما تغني نحتاج إلى أجنحة لنحلق معها لأن غناءها لا يؤمن بنظرية الجاذبية الأرضية بل يجعل كل من يسمعها يحلق معها في سماوات الإبداع، ولكن أين نانسي من صوت تلكم (السخلة) الذي (يضرس) مزاجنا قبل أن يضرس آذاننا. الآن فات الأوان على التعاقد مع نانسي عجاج وغيرها من المبدعين والمبدعات، والحصل حصل، ولكن على قناة النيل الأزرق أن تعي الدرس تمامًا فلا يكفي أن تبث برنامج عقب الإفطار لتجبر المشاهدين على مشاهدته، كما أن سحر ضحكة المبدع السر قدور سرعان ما يفقد بريقه وسط أصوات بعض ( السخل).