إلى الشعب السوداني يحيا السودانيون الآن في أسوأ ظروف يُمكن أن يحيا فيها الإنسان، وحياتهم أصبحت عبارة عن أزمات وكوارث مُتلاحقة ومُتسارعة، وتتزايد باضطراد وتتعقَّد يوماً بعد يوم، منذ قدوم العُصبة الحاكمة في يونيو 1989. وما من مجالٍ إلا وشهد تدهوراً وتراجُعاً غير مسبوق، إلا أنَّ اللافت في الأمر أنَّها جميعاً مصنوعة، في إطار تبنِّي العُصبة الإسلاموية لأسلوب الإدارة بالأزمات! إذ عَمدوا إلى صناعة الأزمات، أياً كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية ومعرفية وصحية، واحدة تلو أُخرى باحترافية عالية، تدعمهم آلة إعلامية تعمل على تغييب الوعي وتضليل الرأي العام، مما عَمَّق من أزمات وبات من الصعوبة بمكان مُعالجة أياً منها إلا بزوال هذه الطُغمة، باعتبارها الصانع والمُفرخ لهذه الأزمات وبالتالي لا مجال لمُعالجة أياً كانت إلا في غياب المُسبب. آخر هذه الأزمات زيادة كلٍ من الكهرباء والمياه في آنٍ واحد، بعدما قاموا بقطع إمداداتهما, وعاش السودانيون أياماً عصيبة في الشهور الماضية، وبلغ برميل الماء في المناطق المتاخمة للنيل كالفتيحاب ما يفوق ال100 جنيه، بخلاف المُعاناة نتيجة انقطاع الكهرباء مع مناخ السودان الحار وما يترتب عليه ليس فقط الإحساس بالحرارة وإنَّما عُطب وفساد الأطعمة والأدوية وغيرها. هذا كله بخلاف ما يُعانيه السودانيون من شقاء وعجزهم عن تلبية احتياجاتهم الضرورية وارتفاع أسعار السلع والخدمات المُستوياتٍ غير مسبوقة، مع قمع للحريات وتكميمٍ للأفواه ومُلاحقاتٍ أمنية وقضائية وبطش وغياب للعدالة والقانون وحقوق الإنسان وانتشار الفساد في كافة أوجه ومجالات الحياة، فضلاً عن الحروب والصراعات الأهلية وتزكية الفتن والجهوية وترك البلاد عُرضة للاحتلال وتبديد أموال وسيادة وهيبة الدولة. إزاء هذه الأوضاع المزرية، فإنَّ التجمُّع العالمي لنُشطاء السودان على مواقع التواصل الاجتماعي، يُعلن عن رفضه الكامل لهذه الزيادة غير المُبرَّرة وغير القانونية في تكلفة إتاحة المياه والكهرباء، ويدعوا جميع قطاعات الشعب السوداني (رجالاً ونساء، شيباً وشباب) لرفضها ومُناهضتها بكل السُبُل، وبصفةٍ خاصة ندعوكم لاتخااذ خطوات عملية للعصيان المدني الشامل في كل مدن ومناطق السودان، باعتباره وسيلة أكثر فاعلية ومُجرَّبة ودونكم تجارب أهلنا النموذجية في كلٍ من لقاوة والمناصير وغيرها، وليكن هذا العصيان المدني بداية لإزالة هذه الطُغمة المُستبدة والتي وضح لنا تماماً وبما لا يدع مجالاً لأدنى شك أنَّهم لن يرتدعوا ولن يتركوا السودان وأهله إلا وهو حطام، ويكفي تجربة رُبع قرنٍ من الزمان لم نشهد فيها خير وواقعنا المرير خير شاهد. ولقد حرصنا في اللجنة التأسيسية للتجمُّع، على اختيار أكثر الوسائل أماناً وحمايةً لأهلنا شعب السوداني الأبي وأسرعها وأقواها فعالية، فكان العصيان المدني الخيار النموذجي، مدعوماً بالمظاهرات السلمية حتى إسقاط هذه الفئة المتجبرة. الدعوة موجهة لكل قطاعات الشعب السوداني على اختلاف مشاربهم وأحزابهم وعقائدهم ومناطقهم الجغرافية، للوقوف صفاً واحداً، والاستفادة من هذه الفرصة المواتية للخلاص. مع استعداد التجمُّع لدعم كل الأنشطة والجهود الداعية الى الانتفاضة وإسقاط النظام بما في ذلك القوى السياسية والنقابات والاتحادات الطلابية والأحزاب والجبهات والحركات. اللجنة التأسيسية للتجمُّع العالمي لنُشطاء السودان بمواقع التواصل الاجتماعي 27 يوليو 2015 [email protected] [email protected]