بعد أن أعلنت الحكومة الليبية مقتل النجل الأصغر للزعيم الليبي في غارة جوية لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، شنت القوات الموالية للقذافي هجمات جديدة ضد الثوار امس الأحد بالإضافة إلى هجمات انتقامية ضد الأممالمتحدة والبعثات الدبلوماسية. وذكرت حركة شباب ليبيا المعارضة أن ميناء مدينة مصراتة الغربية تعرض لقصف مكثف من قبل قوات القذافي. ونشرت قوات الحكومة دبابات وقاذفات الصواريخ في مقر الكلية الجوية خارج المدينة مباشرة. وشوهد الآلاف من القوات في مدينة الزنتان القريبة، التي تعرضت لقصف مكثف أيضا في وقت مبكر من امس الأحد، وهم يرتدون ملابس مدنية ويستعدون لشن هجوم محتمل على مصراتة. وشهدت مصراتة، ثالث أكبر المدن الليبية، بعضا من أسوأ أعمال العنف في البلاد وتعاني من أزمة إنسانية متفاقمة. وافاد شهود ان النيران كانت تشتعل مساء الاحد في ميناء مدينة مصراتة، بعد قصف عنيف اسفر عن سقوط قتيلين على الاقل. وأكدت قوات القذافي في وقت سابق أنها استعادت السيطرة على ميناء مصراتة، وهددت بمهاجمة أي سفينة تقترب منه، بعد أن منحت الحكومة تصريحا لدخول الأممالمتحدة عبر الميناء لتسليم مساعدات إنسانية للسكان. وذكرت حركة شباب ليبيا أن الثوار تمكنوا من الاحتفاظ بسيطرتهم على مدينتي 'وازن' و 'الذهيبة ' بالقرب من الحدود التونسية بعد أن شنت قوات القذافي هجمات ضدهم وحاولت اقتحام الحدود. وجاءت الهجمات الجديدة لقوات القذافي بعد أن أعلنت الحكومة الليبية أن غارة جوية لقوات حلف شمال الأطلسي 'ناتو' ليلة أمس على العاصمة طرابلس أسفرت عن مقتل سيف العرب النجل الأصغر للزعيم الليبي معمر القذافي وثلاثة من أحفاده. وبث التلفزيون الليبي صورا لجثة سيف العرب القذافي. وقال موسى إبراهيم المتحدث باسم حكومة القذافي في مؤتمر صحافي بطرابلس أن القذافي وزوجته كانا بالمنزل الذي تعرض للقصف لكنهما لم يتعرضا لأذى. واعلن التلفزيون الليبي انه سيتم اليوم تشييع جثامين نجل القذافي واحفاده الثلاثة. ويشيع نجل القذافي سيف العرب (29 عاما) وحفيده سيف (عامان) نجل محمد القذافي، وحفيدته قرطاج (3 سنوات) ابنة هانيبعل وحفيدته مستورة (اربعة اشهر) ابنة عائشة القذافي واصدقاؤهم وجيرانهم عقب صلاة ظهر اليوم الاثنين في مقبرة شهداء الهاني بطرابلس. وكان المتحدث باسم الحكومة الليبية موسى ابراهيم رافق الصحافيين الى المنزل الذي تعرض للقصف في طرابلس حيث يبدو حجم الدمار كبيرا جدا. ولم يكن سيف العرب الذي يكنى بعروبة يشغل اي منصب. وقد جاء من المانيا حيث كان يدرس، في بداية الاحداث. ووجه العقيد معمر القذافي السبت تهديدات مباشرة ب'نقل المعركة' الى ايطاليا، القوة الاستعمارية السابقة في ليبيا والتي كانت حتى الامس القريب شريكا رئيسيا للنظام الليبي ووقعت معه معاهدة صداقة في ايلول/سبتمبر 2008. وأكد حلف الناتو امس الأحد أنه قصف مبنى للقيادة والسيطرة وسبعة مخازن للذخيرة تابعة للحكومة الليبية، لكنه نفى أن يكون استهدف أسرة القذافي. من جانبها انتقدت روسيا بشدة الهجوم ووصفته بأنه يمثل 'تدخلا صارخا' من قبل الناتو. وأوردت وكالة أنباء 'انترفاكس' الروسية امس الأحد بيانا للخارجية الروسية قالت فيه إنها تتشكك في إعلان الحلف أنه لا يستهدف قتل القذافي.
