لقى (6) أشخاص مصرعهم واصيب (27) آخرون بمدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، بعدما احتل مئات النازحين مبنى حكومة الولاية، احتجاجا على تعرضهم للهجمات المتواصلة من قبل المليشيات الحكومية. في وقت، اتهمت حركة تحرير السودان جناح عبد الواحد النور، السلطات الامنية بقتل ستة من النازحين المحتجين، بعدما لاذوا بمباني حكومة ولاية غرب دارفور، للاحتماء من المليشيات المسلحة، ووصفت الحادثة بالجريمة النكراء، وقالت انها تاتي امتدادا لحرق قرى (بوبار، نيني، زغاوة، ديتا، تاني كورو، طريق) بواسطة المليشيات التابعة لحكومة المؤتمر الوطني. وقال مصدر ل(الراكوبة) أن الحادثة بدأت عقب مقتل احد الرعاة بالقرب من قرية "مولي" القريبة من الجنينة، منوها الى ان اهالي الراعي القتيل كانوا قد اتهموا سكان احدى القرى بالضلوع في الحادثة، مما جعل سكان القرية يقوموا بتبليغ السلطات بالتهديدات التي تلقوها من اهل الراعي القتيل، قبل ان تنشأ وساطة يقودها معتمد الجنينة، لكن تلك الجهود باءت بالفشل بعدما تعرض موكب الوساطة الذي يقوده الى المعتمد الى كمين ادى لمقتل اثنين، فيما نجا المعتمد وآخرون. وقال المصدر ان اهالي القرية لاذوا لمدينة الجنينة خوفا من هجمات اعضاء المليشيات الحكومية، الذين قاموا بحرق بعض القرى. واشار المصدر الى أن المواطنين قاموا باحتلال مباني أمانة الحكومة في الجنينة، قبل ان يتجهوا نحو منزل والي الولاية د. خليل عبد الله احتجاجا على حرق قراهم بواسطة المليشيات الحكومية. واوضح المصدر أن الحادثة تعود الى مقتل احد الرعاة بالمنطقة، وهو ما جعل والد القتيل يوجه التهمة الى من كانوا يرافقون ابنه فى الرعي، ولكن اخرون رفضوا هذا الاتهام ووجهوا التهمة الى سكان القرية، وقاموا بمحاصرتهم ونهب ممتلكاتهم قبل ان يوسعوهم ضربا. وقال المصدر إن المسلحين اقتادوا اثنين من افراد الشرطة وخمسة من مواطني المنطقة الى جهة مجهولة، وهددوا مواطني المنطقة باقتحامها وحرقها ثأرا لمقتل ابنهم. ولفت المصدر الى ان معتمد محلية الجنينة كوّن وفدا من لجنة امن المحلية لزيارة المنطقة، ولكن الوفد تعرض الى اطلاق نار في الطريق حال دون وصولهم، ما اسفر عن مقتل اثنين من اعضاء الوفد وجرح اثنين آخرين، الامر الذى جعل مواطني القرية يهرعون الى مدينة الجنينة لتتم محاصرتهم من قبل اعضاء المليشيات الحكومية فى احد الوديان، مما ادى الى مقتل اثنين من الاهالي، قبل ان يصل المواطنون الى مدينة الجنينة ويقوموا باحتلال امانة الحكومة منذ الصباح الباكر حتى منتصف نهار امس، مطالبين بحضور الوالي اليهم. وقال المصدر انه عندما لم يُستجاب للمحتجين قاموا باحتلال مباني امانة الحكومة وتهشيم ممتلكاتها وحرق عدد من العربات بداخلها، قبل ان يتوجهوا صوب منزل الوالي خليل عبد الله، غير ان الحرسات قامت باطلاق النار عليهم، لكنهم تمكنوا من حرق خيمة الحرسات امام منزل الوال . واشار المصدر الى ان الشرطة تدخلت لفض الاحتجاجت وقامت باستخدام الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع لتفريغ المحتجين من داخل مبانى امانه الحكومة، الامر الذي ادى لسقوط بعض القتلى والجرحى في صفوف النازحين. وفي الاثناء، وصفت حرة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور، مقتل النازحين بالجريمة النكراء، وطالبت بعثة الاتحاد الافريقي، والأمم المتحدة بدارفور "يوناميد" التحقيق في الحادثة، وحماية المدنيين. وحثت المنظمات بتصعيد القضية في المحافل الدولية والإقليمية. وقال المتحدث باسم مكتب رئيس حركة تحرير السودان، محمد عبد الرحمن الناير، إن أربعة من النازحين قضوا في الحادثة، منهم عبد الرازق يعقوب، وعلى آدم، منوها الى مليشيات الحكومة قامت بحرق 6 من القرى وهي (طريق، نيني، بوبار، زغاوة، ديتا، تاني كورو).