رونالدو في مواجهة بيل .. صدام لم يخطر على بال أحد حدوثه لكنه أصبح حقيقة واقعة بعد تأهل منتخبي البرتغال وويلز للدور قبل النهائي لبطولة أمم أوروبا. ربما يكون تأهل منتخب البرتغال مقبولاً ولم يكن مستبعداً حتى في ظل الحالة التي ظهر عليها رفاق رونالدو بالدور الأول. لكن المفاجأة الحقيقية جاءت مع تأهل ويلز للمربع الذهبي على حساب المنتخب البلجيكي القوي بنجومه، ليكتب الفريق بقيادة جاريث بيل أول ظهور لهم في هذا الدور المتقدم بكل البطولات التي شاركوا فيها. الاهتمام الأول في هذه المواجهة سينصب بلا شك على صدام نجمي ريال مدريد رونالدو وبيل، ومدى قدرة كل منهما على تحقيق حلم بلاده. رونالدو القيمة الكبيرة في ريال مدريد لم يكن هو نفسه مع منتخب البرتغال حتى الآن رغم احرازه هدفين في مباراة النمسا كتبا لمنتخب بلاده التأهل الصعب من الدور الأول. ومما لاشك فيه فإن الدون لم تكن له بصمة قوية على اداء منتخب بلاده خاصة مع ظهور النجم الصاعد ريناتو سانشيز وخطفه الأضواء من رونالدو سواء في لقاء كرواتيا بصناعة هدف الفوز أو بأداءه الرائع في لقاء بولندا وتسجيله هدف التعادل. وللتأكيد على أن رونالدو البرتغال مختلف تماماً عن رونالدو ريال مدريد في هذه البطولة على عكس مشاركاته السابقة مع المنتخب، فيكفي الاشارة إلى الفرص المحققة التي أهدرها في لقاء ايسلندا ومن بعده لقاء النمسا الذي شهد اهداره لركلة جزاء. كما إختفى تماما طوال لقاء كرواتيا ولم يظهر فعلياً إلا في الإنفراد التام بالمرمى الذي أهدره لترتد الكرة من يد الحارس الكرواتي ولولا متابعة كواريزما ونجاحه في إحراز هدف الفوز لتغير الكثير من الأمور. أداء رونالدو تحسن بشكل كبير في لقاء بولندا وله ركلة جزاء واضحة لم تحتسب لكنه في نفس الوقت اهدر فرصتين محققتين منهما واحدة مشابهة لفرصة ايسلندا، ورغم تحسن أداءه في هذه المباراة إلا أن التألق الكبير للصاعد ريناتو سانشيز سحب البساط من تحت قدميه. حتى تسديداته على المرمى وهي أهم أسلحته، لم تكن بنفس الدقة التي تعودنا عليها ويكفي القول أنه أكثر لاعب سدد الكرة على المرمى بالبطولة حتى الآن برصيد 36 تسديدة لكن كلها لم تسفر عن هدف واحد. عملياً لم يظهر رونالدو بمستوى يقارب مستواه المذهل إلا في مباراة المجر التي سجل فيها هدفين وصنع هدفا وحصل على لقب رجل المباراة. في المقابل فقد أظهرت اليورو القيمة الحقيقية للنجم الويلزي جاريث بيل المظلوم في ريال مدريد، والذي نجح في تغيير وجهة نظر الكثيرين بعدما انصفته البطولة. لو تحدثنا بلغة الأرقام فيكفي القول أن بيل أحرز 3 أهداف في 3 مباريات ، وحصل على لقب رجل المباراة 4 مرات من 5 وهو رقم قياسي بالبطولة يؤكد على القيمة الكبيرة للنجم الويلزي الذي رد بقوة على كافة الانتقادات التي شككت في قدراته منذ انتقاله لريال مدريد. على المستوى الفني لعب جاريث بيل دورا محوريا في الصورة الرائعة والمميزة التي ظهر عليها منتخب الغال كما يلقب المنتخب الويلزي، ورغم المساهمة الكبيرة من الثنائي رامسي وجو الين في مساعدة بيل، لكن هذا لا يقلل بأي شكل من الأشكال مما يقدمه القاطرة الويلزية في هذه البطولة. تألق جاريث بيل دفع إدارة ريال مدريد إلى الاسراع بإغراءه بعقد جديد من أجل الحفاظ على تواجده مع النادي الملكي حتى عام2021